عثمان جلال يكتب/ ثم ماذا بعد تواتر الإدانات الدولية لمليشيا آل دقلو؟؟
عثمان جلال يكتب/
ثم ماذا بعد تواتر الإدانات الدولية لمليشيا آل دقلو؟؟
(١).
وفق تقرير لجنة الخبراء المستقلين الدوليين والذي أفاد بأن مليشيا آل دقلو الارهابية ارتكبت جرائم ضد الانسانية والتطهير العرقي ضد شعب المساليت في ولاية غرب دارفور ، وتزامن التقرير الأممي مع تحركات المحكمة الجنائية الدولية لجمع المعلومات من شهود جرائم المليشيا في الجنينة واردمتا بغية توجيه اتهامات جنائية لقيادات المليشيا الارهابية وحتما ستطال زعيمها المتمرد حميدتي ، وسبق ذلك تقرير المخابرات المركزية الامريكية الذي رفعته للرئيس جو بايدن وابانت فيه تزويد دولة الامارات العربية المليشيا بالسلاح والمال واللوجستيات والمرتزقة مما يعد خرقا لقرار مجلس الامن رقم ١٥٩١ عام ٢٠٠٥ والقاضي بحظر السلاح في دارفور ، واوضح التقرير المخاطر المحلية والاقليمية والدولية المترتبة على أيلولة الحكم في السودان لعصابة ال دقلو .
لكن قبل أن تترجم هذه التحركات الدولية الى افعال ومذكرات توقيف جنائية ضد قادة المليشيا سارعت الامارات عبر رقيق السياسة والمرتشين في منظمة الايغاد وبعض القادة الافارقة لتسويق المجرم حميدتي افريقيا ،للضغط على الفريق البرهان لابرام صفقة سياسية تعيد تدوير آل دقلو وقحت المجلس المركزي في السلطة في قنان جديدة ، ولكن هيهات فالكرة الان في يد المقاومة الشعبية الشاملة المسلحة تحت إمرة الجيش السوداني والتي ستحقق الانتصار في ميدان النزال العسكري وستصنع النموذج الديمقراطي المستدام الذي يحتكر العنف القانوني في يد المؤسسة العسكرية الموحدة والمهنية. وعبرة التجارب التاريخية تنبئنا ان ارادة الشعوب لا تقهر.
(٢)
عودا على بدء فما هي التأثيرات المحلية والاقليمية والدولية لسيطرة مليشيا ال دقلو على الدولة السودانية ؟؟
كما تعلمون فقد صرح المتمرد حميدتي لحلفائه في قحت المركزي باستحالة السيطرة على عصابته المجرمة والتي تضم خليط من مرتزقة عربان الشتات الوافدين من الخارج، وعصابات الكسابة وام باغة وعتاة اللصوص والمجرمين وبالتالي اذا استتب حكم السودان لهذه العصابة الاجرامية المتناقضة في مصالحها والمتنافرة في تركيبتها يعني سيادة حالة اللادولة وحرب الكل ضد الكل وتفكك السودان الى دويلات متناحرة على اسس هوياتية.
(٣).
ان مشروع أسرة آل دقلو يحمل في جيناته ذات الافكار القومية النازية التي اججت النزعات الهوياتية في اوربا ،وأدت الى اشعال الحرب الكونية الثانية بكل مآسيها ومخازيها على الانسانية والطبيعة والاقتصاد لذلك فان تمكن هذه الأسرة من السيطرة على السودان سيغري النازي حميدتي الى تعميم نموذج دولة العطاوة الى دول شرق افريقيا خاصة تشاد والنيجر وافريقيا الوسطى ، مما سيقود الى اشعال الحروب الهوياتية والقومية في هذه الدول ذات الهشاشة السياسية والاقتصادية والاثنية، وستعود مخازي الابادة الجماعية الى الذاكرة الافريقية
كذلك ستتفاقم موجات الهجرة غير الشرعية من غرب وشرق افريقيا الى منطقة الشرق الاوسط ، عابرة البحر الابيض المتوسط الى اوربا.
كذلك ستعم حالة الفوضى الخلاقة في منطقة القرن الافريقي مما سيؤدي الى
اضطراب حركة التجارة العالمية العابرة من هذه المنطقة الاستراتيجية والتي تشكل نسبة ٢٠٪ من النشاط الاقتصادي الدولي ، في ظل حالة من الانكماش والركود تضرب بأطنابها الاقتصاد الدولي وفجوة غذائية بسبب الحرب الروسية الاوكرانية.
(٤).
ان السيناريو الاخطر لسيطرة آل دقلو على الحكم في السودان ان تؤدي حالة الفوضى الخلاقة في السودان والدول الافريقية التي ستمتد اليها الصراعات والحروب الهوياتية والعرقية الى صناعة دول فاشلة تشكل بيئات جاذبة وحاضنة للتنظيمات الارهابية مثل جماعات بوكو حرام وداعش وحركة الشباب الصومالية ، مما يعني تهديد الامن التجاري في مناطق البحر الاحمر ومضيق باب المندب والقرن الافريقي.
وتهديد السلم والامن في دول مصر ، وليبيا، ودول الخليج العربي، ودول المغرب العربي. ومن ثم عبور النشاط الارهابي الى اوربا.
وإن كان ذلك كذلك فما هو دور المجتمع الاقليمي والدولي في اجهاض مشروع أسرة آل دقلو الشرير والاجرامي ؟؟
وفق مفهوم نظرية الأمن الجماعي في العلاقات الدولية والتي تأسست على هواديها وسيقانها منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الاقليمية فإن هذه المآلات الكارثية تؤكد ان اختطاف مليشيا آل دقلو للحكم في السودان يمثل التهديد الوجودي الأخطر للدولة السودانية منذ الاستقلال في يناير ١٩٥٦م، ويمثل كذلك تهديد استراتيجي للسلم والامن الاقليمي والدولي.
ان إزالة هذا المهدد الاستراتيجي يتطلب من المجتمع الإقليمي والدولي تصنيف مليشيا آل دقلو منظمة إرهابية، ومن ثم يجب ممارسة الضغط على دولة الامارات العربية لايقاف تدفقات المرتزقة والسلاح والمال واللوجستيات عن المليشيا الارهابية، وتكثيف الدعم المالي والعسكري واللوجستي للجيش السوداني لتمكينه من استئصال شافة المليشيا الارهابية من جذورها.
الاربعاء/ ٢٤ يناير ٢٠٢٤
التعليقات مغلقة.