تأملات سياسيه واسلاميه الخروج على الحاكم(١٢) : بقلم دكتور عصام دكين
الخرطوم:الايام نيوز
لايرى فقهاء السلطان تاريخيا فى الخروج على الحاكم الا
الخروج المسلح (اى التمرد على الدوله كما حدث فى
السودان منذ ١٩٥٥م تمرد توريت).*
تحالف الفقهاء مع السلطان الحاكم يفتون له فقط بخروج المواطن او الاحتجاج
بانه خروج على السلطان الحاكم ولا يرون ظلم الدوله للمواطن هو تقصير الحاكم فى واجبه وبالتالى ام الاصلاح الفورى او ازاله السلطان من الحكم.*
الامم الغير مسلمه.يتحالف فيها الطاغوت اى الاستبداد السياسى مع الكهنات الدينيه
التى تعطى المسوغ للاستبداد السياسى وتحرم العصيان والخروج عليه امام الجماهير.*
قال الرسول صلى الله عليه وسلم امتى لا تجتمع على ضلال : اخرجه مسلم.
* لم يخل زمان من علماء مجددين من الوحى.١/ يعتزلون مؤسسه الحكم
.٢/ يحملون النصح
.٣/ يجهرون بكلمه الحق .
٤/ يحمون الجماهير من فساد مؤسسه الحكم
٥/يوازن بين المصالح والمفاسد فى التعامل مع مؤسسه الحكم
ان الفقه السياسى او السياسه الشرعيه فهو رصيد ثقافى فى مجال الحاكميه يحكم عليه
من خلال صياغه التاريخى والظروف والملابسات التى احاطت به.*
معظم الفقه السياسى او السياسه الشرعيه تمحورت حول قاعدة
(درء المفاسد مقدم على جلب المصالح) اى فقه درء المفاسد فهو فى النهايه
اجتهادات بشريه ظرفيه ومكانيه يؤخذ منها ويرد.*
فى زمننا هذا تطورت الادوات والوسائل البشريه فى اشكال متعدده ومتنوعه
احدثت ثورات سميه بالربيع العربى مثل :.١/المعارضه.٢/ المواجهه٣/ والمناصحه.*
الادوات اعلاه بحسب ظروف كل زمان ومكان فى بناء نظام الحكم.*
بعض الفقهاء يحرمون الخروج على الحاكم ويوجب الطاعه المطلقه مهما
كانت النتائج ونمط الوسطيه والعدل مايزال غائبا بالقدر المطلوب عن المعادله السياسيه.*
المطلوب فى المعادله السياسيه اى الفقه السياسى او السياسه الشرعيه.
١/ العدل.٢/ الوسطيه.* الكثيرين يتوهمون ان الخروج على الحاكم هو الخروج
المسلح اى التمرد على الدوله الذى يدخل الامه فى متاهات مجهوله ومفاسد
لا حدود لها والحكم عليه بالتحريم فيه الكثير من التدليس والالتباس والتكريس
لحكم الفساد والاستبداد ولجم الجمهور باحكام شرعيه غالبا ما تصدر عن
فقهاء السلطان سدنه السلطه السياسيه او السلطه الماليه الذين يضعون المسوغات
وينتقون الاحكام الشرعيه لتبرير عمل الحاكم ومن ثم تتحول القضيه
عندهم الى لون من الدفاع عن النفس.*
اصبحت وسائل وادوات النقد والمراجعه والمناصحه والمظاهره والاعلام
اشد تاثيرا من الخروج المسلح واقل خطوره وضحايا .*
على الحركات المسلحه والمتمرده على الدوله والدعم السريع المتململ
والقوات المسلحه والدوله بحاجه الى تطوير وسائلها فى المناصحه والنقد والمراجعه
واستخدام الصحافه والاعلام والتى اصبحت تسمى القوة الناعمه
او المرنه والتحول من المواجهه المسلحه التمرد الى الحوار والمجادله
وبيان الخلل والفساد والافاده مما وصل اليه الاخر فى تسديد مسيرة
الحكم والحيلوله دون الخروج والمواجهات المسلحه التى لا تحمل لسودان
خيرا على مدار التاريخ منذ ١٩٥٥م حتى اليوم وبذلك نتخلص من عمى الالوان
والغبن والكراهيه وترك الخروج المسلح بكل مخاطره ومفاسده فنحرمه بحسن نيه
ونترك ايضا التستر والسكوت والاستسلام الذى يكرس الفساد ويؤله الحاكم ويعصمه
عن الخطاء.
نواصل دكتور عصام دكين
الباحث والاكاديمى والاعلامى والمحلل السياسى والاقتصادى
التعليقات مغلقة.