*رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان* *بقلم. الأستاذ:-**جمال الدين رمضان المحامي* *( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 482)* ( من يترك من ؟!) .
*بسم الله الرحمن الرحيم*
لقد أكدنا وعبر هذه المساحة بأن أنصار النظام السابق لديهم مقدرة فائقة في عملية خلط الأوراق وتصوير الأمور علي غير حقيقتها كيف لا !؟ وهم لديهم خبرة تراكمية ورصيد كبير أكتسبوه من خلال مسيرة حكمهم البلاد علي مدار ثلاث عقود حيث أستطاعوا ان يدقوا أسفين علي علاقة الأحزاب السياسية المناوئة لهم ويجعلوها تنقسم علي نفسها مثني وثلاث علي نحو يعلمه القاصي والداني . كما يقول المثل الشعبي ( ضربنى وبكى وسبقني أشتكي ) هذا المثل ينطبق تماما علي أنصار النظام السابق فهم يصورون الأمور علي غير حقيقتها حيث يظهرون من خلال خطاباتهم وكتاباتهم عبر أجهزة التواصل المختلفة بأنهم الضحية والمفعول بهم وليس الفاعلين .
وأن القوى الثورية لم تتركهم في حالهم علي الرقم من أنهم قرروا عدم المشاركة في الفترة الانتقالية الحالية وذلك حتى يتركوا للقوى السياسية أن توفق اوضاعها وتنجز كل مطلوبات الفترة الإنتقالية حتى منتهاها ووصولها لمرحلة الأنتخابات والتي سوف يشاركون في فعاليتها وهي محسومة ومضمونة بالنسبة لهم ، هم يوجهون تحزير شديد اللهجة للقوى الثورية وخاصة كيان مركزية الحرية والتغيير وذلك علي لسان أحد قياداتهم عبارة ( فكوا دربنا أحسن ليكم بأن الاسلاميين ديل خلوكم خمسة سنه مدورين ساي وماقادرين تعملواحاجه) …ألخ. في سياق متصل أكد القيادي الاسلامي المعروف حاج ماجد سوار في تغريدة له علي الفيس بوك مقال تحت عنوان ( أتركوهم ما تركوكم) . وملخص المقال بأن حزب المؤتمر الوطني المحلول ترك المشاركة في الفترة الانتقالية حتي يعطي فرصة للقوى السياسية أن تستكمل الفترة الإنتقالية وتمهد لإجراء الإنتخابات ولكن تلك القوى لم تتركهم في شأنهم حيث ظلوا علي الدوام في حالة إستهداف تام للإسلاميين . …ألخ. نعم هذا الحديث يجافي الحقيقة وحيث لايسنده الواقع المعاش .
حيث الثابت فوق مرحلة الشك المعقول بان سيناريو الفشل والذي ظل يلازم الفترة الإنتقالية في نسختها الأولي والثانية من أهم مصوغاته ومسبباته هو مسلسل الفتن والمؤامرات التي دبرها أنصار النظام السابق في كل ارجاء السودان حيث كل البؤر الملتهبة بالبلاد كان ورائها الفلول حيث بصمتهم كانت حاضرة وبقوة في أحداث الفتنة القبلية في النيل الأزرق وكذلك أحداث دارفور ومسلسل ترك في شرق السودان حيث العرض مازال مستمرا …ألخ. اذا كان الإسلاميين يراهنون علي مقدرتهم علي حسم الإنتخابات القادمة والمقرر لها بعد انتهاء أمد الفترة الانتقالية فعليهم عدم عرقلة مسار العملية السياسية الجارية الآن وذلك حتي تستطيع الحكومة القادمة إستكمال كل مؤسسات الفترة الانتقالية ( المجلس التشريعي وتكوين المحكمة الدستورية واعداد الدستور ) .
وذلك بدلا من وضع العراقيل هنا وهناك ومحاولة خلق فتنة بين القوات المسلحة والدعم السريع وعملية تسميم المناخ السياسي السائد الآن من خلال بث الشائعات المغرضة والملفقة والتي لا أساس لها إلا في خيال من روج لها .الثلاثاء27فبراير2023
التعليقات مغلقة.