الايام نيوز
الايام نيوز

قال دولة حديثة قال !!

قال دولة حديثة قال !!
——————————
ببساطة شديدة المصطلحات السياسية أصبحت عندنا مجردة من القيمة والمعني ، تقال تدليساً للاستعراض السياسي ، وللأسف نحن أمام ساسة مبهورين جداً بما حققه الغرب من تقدم ، فالحداثة التي ينسبونها لمشروع دولتنا هي إبتداءً صفة للمجتمع وليست لمؤسسة الدولة الوظيفة ، لأنها ليست وصفاً لشكل تنظيمي إنما وصف لسلوك اجتماعي إنساني يُعبر عن الحاضر بكل قيمه الأخلاقية ونهضته المادية الثقافية الاقتصادية ، وببساطة هي دولة الإنسان الراقي الذي أمتلك أدوات العصر ، وللأسف يحدثنا هؤلاء أن السودان سيصبح دولةً حديثةً

  • بقدرة قادر – مجرد التوقيع علي الاتفاق الاطاري وعودة العسكر للثكنات وتكوين حكومة الانتقال ، وبالطبع هذا شيء مضحك ومخيف إذ كيف نصبح دولهً حديثة بهذه البساطة ونحن في وحل التمزق والقبلية والجهل والتخلف والمرض ٠
    هذه الحالة اللامنطقية والتي تتملكنا جميعاً خاصة الساسة الذين نعول عليهم يمكنك رؤيتها في أيَّ مدينةٍ سودانية نائية كلافتة لمخبز بلدي ( فرن يعني ) مبني من الجالوص مكتوب عليه ( المخبز العالمي ) ولكم أن تتصوروا كذلك أن هنالك لافتة لصيدلية عالمية
    تخيلوا صيدلية عالمية عجيب والله وقديماً سمعنا بقصة القرية التي أستقبلت الرئيس بلافته عريضة تتحدي فيها أمريكا وتحذرها للمرة الأخيرة – ديل نحن يا جماعة – وعاد هولاء المواطنين الي قريتهم وكأنهم أخافوا أمريكا التي لن تعود مرة اخري لجبروتها خوفاً منهم فهل نحن شعب حديث ؟ كيف تصف شعباً يعيش حالة الاستلاب هذه واللاوعي بهذه الصورة بالحداثة !! حتي أسماء أحياءنا داخل العاصمة مستورده ، المنشية الرياض الطائف ٠٠ الخ ، نحن دولة مستلبة ومهزوزة ومنهزمة ، وهذه الحالة المرضية تتلبس الساسة بصورة أكبر وهم يخاطبوننا من خلال شاشات التلفاز بكل ثقة ويعدوننا بأنهم سيملأون الأرض عدلاً بعد أن مليئت جوراً وفساداً وسيجعلون من الأرض ينبوعاً وخضرا ،وينسون أننا لازلنا شعوباً وقبائل لم نتعارف بعد فيما بيننا ، لنؤسس معاً بهذا التعارف مشروعاً لدولةٍ قومية ٠
    نحن أيها السادة مجتمع متخلف مجابه بسؤال أستراتيجي ينبغي أن نجاوب عليه عملياً وهو : كيف نؤسس لنا دولة ،ويجب أن نجاوب علي هذا السؤال الصعب للغاية بوعي وصبر ، و دعونا الآن من هذه الأماني الغير موضوعية ولنحشد أنفسنا وكل إمكاناتنا لتاسيس الشعب الجديد أولاً وليس الحديث والفرق بينهما كبير ، نحتاج لعمل مؤسس وشاق حتي يلتئم الغرب مع الشمال والأسود مع الأبيض والمتعلم مع المبتدئ ، وان نَقْبَل المرأة كإنسان منتج ٠
    أين علماء الاجتماع فقديماً تركنا حق الاجتهاد والفتوي في كل شيء لإمام المسجد فقط لأنه حفظ القرآن في خلوة من خلاوي الريف ، والآن تركنا كذلك كل هذه المسئولية وحق الاجتهاد للناشط السياسي فقط لأنه ينتمي لحزب !! ماهي امكانات الحزب حتي نكلف عضويته بهذه المسئوليات الجسام ، أين الجامعات الأكاديمية وأين الخبرات العلمية والعملية ؟ لا يمكن أن يكون رأس رمحنا لهذا التغيير الاجتماعي هم هذه القلة القليلة والتي تمثل عضوية هذه الأحزاب المختلفة داخل مؤسساتها مع احترامي لهم ، نحن أمام وطن أيها الشعب السوداني وطن بكل ما تحمل هذه الكلمة من تعقيدات وهذه بلا شك مسئولية كبيرة إذا تقاعس عنها أهلها فسنندم كثيراً ، ولذلك أتمني أن يقفل البرهان والساسة كل الملفات ويتجاوزوا كل هذه المصطلحات المستوردة وصغائر الأمور ونعمل جميعنا في ملف واحد هو تأسيس شعب السودان والحفاظ علي أرضه وثروته !! وإذا أستطعنا أن نفعل ذلك في هذا الظرف الصعب فيعني أنه قد تأسست لنا منصة لدولة مابعد الحداثة ، ولتكن هذه المسئولية للذين يأتونا من بعدنا لانها مشروع طويل يحتاج لاجيال وإمكانات مهولة ولغاية هنا جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم ٠ مبارك الكوده ٤ / مارس / ٢٠٢٣

التعليقات مغلقة.