الخرطوم:الايام نيوز
مبارك الكودة
عبارة أسمعها كثيراً : أنت ذاتك كنت معاهم ، نعم أنا ذااااتي كنت معاهم المشكلة شنو ؟
من الذي يحدد لي مسار حياتي وقناعاتي الخاصة وكيفية ممارستها ، وعشان كنت معاهم يعني نخلي ليكم حقنا في البلد ، ليس لكائن من كان أن يرسم لي كيف أحيا فأنا إنسان مكلف وضعيف أخطئ وأصيب وهكذا خُلقت ، سوداني ود بلد وعاجباني رقبتي رغم أخطائي الجسام ، وهذا وطني أعيش فيه بالعرض وبالطول حراً مستقلاً ، أعمل أي حاجة تعجبني سراً وعلانيةً ،والفيصل هو القانون وليس الرجال ولا الأحزاب !! صفة الفلولية التي تطلقونها هروب من مواجهة الحقيقة و لا ترتقي لقيمة الحوار الذي ننشده لتجاوز هذه المحنة ، كما أنها لا تنتقص من إنسانيتي شيئًا ولو كنت مجرماً وقاتلاً ، وبالطبع هذه صفات سيئة للغاية ولكنها سلوك انساني عادي جداً أيها الملاك الطاهر ( قُل لَّوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ مَلَكًا رَّسُولًا ) ولكننا بشر ولسنا ملائكة ويظل هولاء الفلول البشر الكفرة الفجرة أُناساً مكرمين من عند الله وسجدت لهم الملآئكة ، ولهم ان يعيشوا مكرمين ومحترمين حتي وان سرقوا وإن قتلوا وزنوا ، وهذه القاذورات الشخصية مكانها المحاكم وليست السياسة ، وهكذا تقول وثائق التجربة الانسانية الطويلة في أضابير الأمم المتحدة والتي يغض الطرف عنها ممثلها فولكر ومن شايعه من محترفي البلطجة السياسية ٠
ربما يقول قائل ولكن هذه الجرايم أُرْتُكِبت بدعم واستغلال سياسي !! نعم ولكن تظل مكانها المحاكم ولا مكان لها غير المحاكم !!المحكمة وحدها هي التي تحكم بالاعدام شنقاً حتي الموت ولكنها لا تحرم القاتل من ممارسة حقه الانساني وهو داخل حراسة الانتظار للشنق ان يُدلي بصوته وينتخب من يراه مناسباً لينوب عنه في الشأن العام طالما هو حي ، هذه هي حرية الانسان ، ولا أتصور وثيقةً دستوريةً مسئولةً ومحترمة تتجاوز ذلك وتصنف المواطنين الي درجة اولي وتانية !! تُري هل يرضي فولكر هذه القسمة الضيزي كمواطن الماني !! ربما نحن حثالة في نظره ولا ينبغي ان نُكرّم ، والغريبة ان المانيا نفسها حظرت النازية ولم تحظر النازي من ممارسة حقه الإنساني الوطني ولذلك أقول لكم تحلوا بالشجاعة واحظروا الإسلام السياسي إن كنتم فاعلين ،ولا أعتقد انكم قادرون !! أما هذه القرصنه فلا أري أنها تتفق والمرحلة الحرجة التي نعيشها اليوم وارجو أن أذكركم بأن الشعب يعي ما تصنعون وكما قال الجنرال حميدتي (الشلاقي ما خلا عميان ) ليس هنالك حلاً موضوعياً يعالج قضايا الوطن إلّا المصالحة الوطنية الشاملة وسألني أحدهم : من يصالح من ؟ فقلت لسنا بدعاً من الناس فلتكن المصالحة علي وثيقة دستورية لقيم الحق والحكم ولتأسيس دولة العدل التي تشمل الجميع براً وفاجراً ، وليست حظوه يستأثر بها نفرٌ من الساسة !! والمصالحة لا تعني مساومة من سرق وقتل فهذه قضايا مكانها المحاكم وينبغي ألّا تصبح مشروعاً للمزايدات السياسية والخيانة للثورة كما نري الان !! ونسأل الله الهداية .
التعليقات مغلقة.