متفرقات قحطية
الخرطوم : الايام نيوز
*متفرقات قحطية*
▪️لولا أن يدهم كانت هي الدنيا، وأنهم هم من تسولوا العطايا، سلطة وغيرها، من السفارات، لظننا أن الأجانب قد نالوا هذه الأدوار الكبيرة بكرم من القحاطة، لا العكس، ولظننا – آثمين – أنهم لن يحرموا شركاء الوطن من حصة، ولو صغيرة، من هذا الكرم الحاتمي، ولو من باب الاقتراب من مساواتهم مع الأجانب !
▪️ عندما أقر بالتسيير السفاراتي الطوعي، الذي يقصد به أساساً تسيير السفارات للأحزاب الصغيرة، وللتسوية التي تمكِّنها، وتمكِّنه بطريقة جديدة، وقبوله بهذا التسيير، برز السؤال الذي وجب البحث عن إجابته في ردودهم عليه : أيهما أكبر : غضبهم من صراحته الصادمة التي كشفت المستوى الذي بلغته تبعيتهم، أم ارتياحهم لانضمامه الكامل والنهائي إلى ركبهم، ركب التبعية والقابلية للتسيير ؟! غياب أي ملمح غضب رجَّح الإجابة الثانية !
▪️ ما لم تكن معتقداتك بعيدة عن روح الإسلام، وتحقق شروطهم في تحليل محرماته، والتماشى مع مثالهم للمجتمع ( المتحرر )، وتمثل أقلية يريدون أن يهزموا بها أغلبية، ما لم تحقق معتقداتك هذه الشروط، فلا تطمع في تسميتهم لها بـ ( كريم المعتقدات ) .
▪️ يظلم أحزاب فولكر من يتهمها بعدم الاتساق برفضها “للإغراق” السياسي، فالأمر يمثل بنداً في قائمة إغراقات مرفوضة : فهي ترفض الإغراق بالإسلام الذي يزاحم العلمانية، ترفض الإغراق بالاعتقادات والقيم والتقاليد المستمدة من الإسلام، ترفض هذا الإغراق القيمي الذي يجعل المرأة تميل تلقائياً لستر ما ينكشف من جسدها، ترفض الإغراق “الوطني” لأدوار الخواجات المجيرة لصالح الأقليات السياسية … إلخ.
▪️لا يمكن لعاقل أن يصدق أن ( الأقليات السياسية ) يمكن أن تستغني، بالحراسة الأجنبية، عن الاستقواء بالعسكريين في مشروعها لدفع الأغلبية نحو ( الهامش السياسي )، فالاستقواء بالعسكريين هو البديل الإلزامي للانتخابات التي تقوم أساساً على تحديد الأوزان وتمنع تهميش الأقلية للأغلبية .
▪️ من بعد روشتة حمدوك الاقتصادية التي جلبت له أطنان الشكر،
واصطفاء القراي كأيقونة للاعتدال الديني الذي يصلح المناهج
ويجلب لها القبول العام ( القراي أمل التعليم)، ورواتب مكتب حمدوك،
ومقولة ( نعم تسيرنا السفارات لكن بطوعنا )، أصبح لدي فضول كبير لمعرفة
النقطة التي من بعدها يقول القحاطي لا، فكل ما تظن أنهم قد وصلوا إلى
القاع تكتشف أنهم لا زالوا يحفرون وينزلون لأن تحت القاع قاع .
▪️ ما لم يثبت لهم أنك تمارس التقية، فسوف تكون محل ريبتهم لمجرد حديثك
عن جمال الإسلام وتعاليمه، وعن تسامحه مع الديانات الأخرى، وعن القيم والأخلاق
والتقاليد السمحة، وعن سيادة البلد واستقلال قرارها .. إلى آخر ما يمليه الوجدان السليم،
لا أدري من أي نقطة مظلمة في دواخلهم ينبع هذا الرفض التلقائي لكل جميل،
ولا كيف روضوا فطرتهم لتنبع حصراً من هذه النقطة دون أي مزاحمة/ إغراق من أي نقطة أخرى .
▪️ من بعد السواقة التي أنتجت فقاعة/أيقونة “المؤسس”، والأداء الذي أداه،
والخراب الأخلاقي الذي تركه وراءه، لن يجد من انساقوا، وصحوا، صعوبةً
في التعرف على معنى الخيبة عندما تقترب من “الخيابة”، أما من لم يضف
ذلك إلى معرفتهم شيئاً، فربما يكون التفسير هو معرفتهم المسبقة بالمعنى لأن “الخيابة” هي مشروعهم .
إبراهيم عثمان
التعليقات مغلقة.