للحديث بقية عبد الخالق بادى الدويم خارج التنمية
للحديث بقية عبد الخالق بادى الدويم خارج التنمية
تعانى مدينة الدويم ومنذ عقود من تهميش كبير فى التنمية حتى باتت الآن فى وضع لا يليق بمدينة لها تاريخ وبصمة على خارطة السودان فى عدة مجالات خصوصاً التعليم. لقد ظلت مدينة العلم والنور تتراجع عاما بعد عام فى معظم الخدمات الأساسية ،والسبب أن المدينة كانت دائما ما يتم تجاوزها فى خطط التنمية التى كانت تتطرح مشاريعها فى عطاءات تنفذ فى الغالبة على الورق وتظل مجرد انجازات فى تقارير حكومات الولاية المتعاقبة، والمؤسف أن بعض المحسوبين على المدينة شاركوا فى هذه الجريمة لأجل منافع وضيعة. حكومة الولاية الحالية والمكلفة ،وخلال الأشهر الماضية وضعت خطة لتنفيذ مشاريع تنموية وخدمية فى مدن كوستى،الدويم وربك ،وقد بدأ فعلا تنفيذ هذه الخطة بمدينة كوستى ،وهذا أمر يسرنا ونشيد به ويؤكد أن المسؤولين قد اوفوا بما وعدوا به مواطن كوستى،وقد وقفت على ذلك من خلال آخر زيارة لى لكوستى ، حيث تم اكمال العمل فى شارع نادى الضباط والذى أصبح فى صورة جميلة يفتخر بها أهل المدينة،كما تم اكمال العمل فى محطة مياه كوستى الجديدة والتى ستحل مشكلة المياه بالمدينة،وهناك مشروع انارة الشوارع والذى لم يكتمل فيه العمل بعد . نعم أنا هنالك تنمية ملموسة بكوستى،وهذا أمر لابد أن نشيد به ونشيد بمن يقف وراءه بدء من الوالى المكلف عمر الخليفة والمسؤولين بالتنمية العمرانية والشركات المنفذة. والسؤال هنا ،هل تحظى بقية مدن الولاية وفى مقدمتها مدينة الدويم بذات الاهتمام والقدر من التنمية ؟الاجابة بكل وضوح ،لا،فمن خلال تواصلنا مع عدد من المسؤولين بالولاية،وباطلاعنا على خطة التنمية لحكومة الولاية،فان هنالك عدة مشاريع خدمية مخصصة للدويم، منها مشروع لسفلتت الشارع الرئيسي حتى بخت الرضا، وآخر لإنارة جسر المدينة وشارع مسجد أبهل والشارع الرئيسى حتى بخت الرضا ،كما تم إدراج محطة مياه الدويم الجديدة ضمن المشاريع التى يفترض أن تتم وفق برنامج خطة التنمية، إلا ما أنجز من هذه المشاريع فقط هو تركيب أعمدة لإنارة شارع جامع أبهل دون اكماله، أما السفلتة ومحطة المياه الجديدة، فلم يتم بخصوصها أى شىء،رغم تأكيدات المسؤولين المتكررة بأن العمل فيها قد بدأ أو سيبدأ قريبا،فلا رأينا قريبا ولا بعيدا،وبالمناسبة فإن محطة مياه الدويم الجديدة تحتاج فقط لاثنين مليون دولار لكى تكتمل. ما ظلت تعانيه مدينة الدويم من تهميش ماضياً وحاضرا لأهلها منه نصيبا كبيرا،فالمدينة وللأسف و لعقود لم تشهد جسما حقيقيا يدافع عنها ويلاحق المسؤولين لكى ينفذوا وعودهم بالتنمية،كما يفعل أهل مدينة كوستى،الذين يغارون على مدينتهم ويقاتلون من أجلها بصورة تدعوا للفخر والاحتذاء،بينما أهل الدويم غارقون فى الخلافات والنعرات التى أضعفت صوت المدينة،فحاق بها ما حاقةمن تردى بيئى وخدمى. اصلاح حال الدويم يبدأ بإصلاح حال أهلها،وعندما نقول أهلها نقصد كل سكان المدينة بمختلف قبائلهم حتى الذين سكنوها قبل ايام هم من أهلها،فلا يحق لأحد تصنيف المواطنين نظرا لأى اعتبارات،هذه أول ظاهرة تحتاج إلى التخلص منها،لأنها أقعدت بالمدينة فى كل مجالاتها لعقود،فاذا أردنا حقيقة أن نخدم بلدنا،علينا أولا أن متجرد ونخلص فى نوايانا،ثم نسعى لتكوين جسما لخدمة الدويم،بشرط أن يشمل كافة مكونات المجتمع،فالطريقة القديمة فى طرح قضايا المدينة والتى مازال البعض غارق فيها (طريقة الخيار والفقوس) عفى عنها الزمن وأضرت أيما ضرر بتطور المدينة ورقيها،وهى لا تأتى الا بالضعفاء والذين يتعاملون مع مشاكل المدينة بنرجسية . عليه فإذا كنا فعلا جادين وحادبين على مصلحة الدويم ، يجب أولا أن تتضامن كافة مكونات المدينة فى جسم واحد،وأن نخرج من قوقعة الوسائط إلى الواقع ونتداعى من حى السلام والعودة فى أقصى غرب المدينة ،إلى أم تكيلات والحلة التحت عند حدودها الشرقية،ومن حى الطلحة ومبروكة شمالا إلى الوحدة وضرب نار جنوبا ومن أحياء الوسط شندفوق وابوجابرة،حيث يتم تمثيل كل أحياء المدينة فى الجسم الخدمى ،من القادرين على العمل لخدمة مدينتهم، فمن حق أى مواطن أن يرى نفسه فى هذا الجسم ومن حق الدويم على كل مواطن المساهمة فى خدمتها،ثم توضع خطة عمل تنفذ بندا بعد بند . إن نهضة أى مدينة تحتاج إلى توظيف كافة طاقات مكوناتها دون أى إقصاء أو تمييز،والا فلا داعى لأى مبادرات أو تنظير عبر الوسائط ينتهى مفعوله بانتهاء الدردشة، فإما أن نكون على قدر المسؤولية وصادقين فيما ندعوا له ،أو نلزم بيوتنا حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا . أى مبادرة جادة ومؤسسة ستجد منا كل الدعم والمساندة حتى ترى النور،فللدويم حق علينا ودين مستحق،ونحزن كثيرا أن نرى مدينتنا فى مؤخرة المدن فى معظم مناحى الحياة، واعود وأؤكد أنه لن ينصلح حال الدويم إلى بوجود جسم خدم قوى مكون من كافة المجموعات التى تسكن المدينة، وإلا….،مع تحياتى.
التعليقات مغلقة.