بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي ( هل ضاعت الثورة وسط الزحام ؟!)
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان
. بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 507) .
( هل ضاعت الثورة وسط الزحام ؟!) .
لقد القت تداعيات الاحداث وتفاعلاتها والتي تمضي بخطي متسارعة في المشهد السياسي الراهن بالبلاد بظلال سالبة علي كافة مسارات الحياة بالبلاد حيث انعكست سلبا علي حياة المواطن السوداني المغلوب علي أمره والتي جعلت من مسار حياته اليومية جحيما لايطاق . في ظل هذا البحر المتلاطم من التحديات والمعوقات التي تحيط بالبلاد من كل حدب ومن كل صوب مرت ذكري الثورة المجيدة دون ان يشعر لها احد وذلك في ظل تمدد هذا المشهد الماساوي والذي لاتخطئه العين حيث انغلبت فيه الامور كلها راسا علي عقب . حيث القوي الثورية والتي قادت تلك الثورة العظيمة لم تعد علي قلب رجل واحد حيث دبت الخلافات والتي مازالت تتسع حلقاتها بين مكونات تلك القوي وحيث اصبح كل فريق يغني عن ليلاه وبطريقته الخاصة دون اي اعتبار بهذه الثورة المجيدة ونتاج لكل هذه المعطيات فقد انخفض الحماس وجذوة الثورة وسط الكثيرين وخاصة الاغلبية الصامتة والتي كانت تحلم بغد أفضل أفضل يتبدل فيه حال البلاد والعباد . لقد سبق ان اكدنا بان انصار النظام السابق وبحكم خبرتهم التراكمية في تمزيق الأحزاب السياسية والتي اكتسبوها خلال مسيرة الثلاث عقود الماضية قد نجحوا في دق اسفين في العلاقة التي تربط المكونات السياسية مع بعضها البعض . هم الان يفرحون ويقولون بان الثورة والتي يصفونها بالمصنوعة قد مرت زكراها دون ان يحتفل لها احد . وذلك لأن الرفاق المتشاكسون نحو كراسي السلطة الان ليس همهم بقاءجزوة الثورة حية خاصة وسط الشباب بقدر ما همهم الاول هو الحصول علي المناصب …ألخ. السؤال الذي يفرض نفسه بقوة في ظل هذا الجدل المحموم هل ضاعت الثورة وسط الزحام ؟! بحيث أصبحت المصالح الحزبية الضيقة مقدمة علي المصلحة القومية العليا البلاد ؟! . لقد سبق ان اكدنا ايضا وعبر هذه المساحة بان ثورة 19 ديسمبر المجيدة لايمكن ان تكون ثورة مصنوعة كما يصفها بذلك كتاب النظام السابق وذلك لا انها ثورة حقيقية صنعها الظلم والكبت والجبروت وتكميم الأفواه والتي مارسها النظام السابق خلال فترة حكمه البلاد لقد حاولت قوي سياسية تدعي لانها جزء من الثورة وشاركت في تحقيق الإنتظار الكبير الذي تحقق سرقتها ولكن لن تستطيع الي ذلك سبيلا . نعم هذه الثورة المجيدة مازالت جزوتها حية وسط المكونات الشبيابية التي ما الت تقود الحراك في الشارع السوداني حيث يكفيها فخرا ومجدا لانها إستطاعت ان تدك حصون أخطر نظام سياسي استبدادي حكم البلاد علي مدار ثلاث عقود حيث كانت انجازاته واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار حيث كان انفصال البلاد الي دولتين وحيث تم تدميير كل للبنيات التحتية الاقتصاد الوطني بما في ذلك مشروع الجزيرة. الذي كان يمثل السلسلة الفقرية الاقتصاد الوطني وهم رغماً عن كل ذلك مازالوا يحلمون العودة وذلك حتي يتم تفتيت ماتبقي من مساحة البلاد لعدد من الدويلات . نعم رغم التحديات والالغام التي تم زراعتها في مسار الثورة بواسطة قوي الردة والظلام والقوي المتحالفة معهم فان المسيرة القاصدة الثورة سوف تنتصر وسوف يعود الفلول الي جحورهم مرة أخري .
التعليقات مغلقة.