الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى هدنة أم وقف لإطلاق النار؟

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
هدنة أم وقف لإطلاق النار؟
نحمد الله أن هدنة الثلاثة أيام حتى الآن(ونحن فى يومها الثاني) تسير بصورة جيدة، فهنالك التزام بوقف النار بشكل واضح من قبل الجيش الوطنى ومليشيات متمردى الدعم السريع ،وذلك بعد جهود من الوسيطين السعودية وامريكا .
إلا أن واقع الأحداث يؤكد بأن المتمردين هم من سعوا لهذه الهدنة ليس لغرض إنسانى كما يدعون ، وانما بعد الهزائم المتتالية وهروب المئات منهم من القتال ،وبالتالى تناقص أعدادهم بشكل كبير، بدليل اختفاء الكثير من الارتكازات التى كانت موجودة فى شوارع عديدة بالخرطوم وبطرق قومية،كما أن تصريحات الفريق ياسر العطا التى أكد فيها أن الجيش سيضرب المنازل التى اندس فيها المتمردون ،أدخلت الرعب فى نفوسهم ونفوس قادتهم فطلبوا من الوسيطين بإقناع قيادة الجيش بالموافقة على هدنة جدية مدتها ثلاثة أيام.
وقف إطلاق النار لا يعنى وقف الاختراقات،فنهب المواطنين وسلب أموالهم وهواتفهم واحتلال بيوتهم مايزال مستمراً ،وهذا مالم تناقشه هذه الهدنة والهدن السابقة ،فالتركيز دائما على الجانب الحربى،أما الجوانب الإنسانية التى ترتبط ارتباطا وثيقاً بحياة المواطنين ،خصوصا العالقين بمنازلهم ،لاتجد أى اهتمام من جانب الوسيطين.
على كل فإن وقف العدائيات خصوصا بالخرطوم والجنينة (الأكثر سخونة)،يمنح المواطنين العالقين والذين تقطعت بهم السبل، فرصة للخروج أو الحصول على مستلزماتهم سواء بطريقتهم الخاصة أو عن طريق الدعم من المنظمات الإنسانية والخيرين،فالمعلومات تؤكد بأن المئات من الأسر فقدت كل مدخراتهم ومخزونها من المواد الغذائية،وتعيش وضع مأساوى وفى حوجة ماسة للمساعدة.
ما نتمناه هو أن تمهد هذه الهدنة لهدنة أخرى دائمة أو طويلة على الأقل،مما يساهم فى إنهاء الحرب،ونهاية الحرب تعنى نهاية الوضع العسكرى الشاذ الذي كان قائما قبل الخامس عشر من أبريل الماضى،فلا يمكن لأى سودانى وطنى غيور أن يقبل ببقاء مليشيات عسكرية بجانب قوات الشعب المسلحة، لأن وجود أى مليشيات مسلحة يعنى بقاء الفتنة ويمكن أن ينفجر الوضع الأمنى مرة أخرى،وهذا الأمر لاينطبق فقط على مليشيا الدعم السريع بل على كل المليشيات التى ورثناها من العهد المنهار.
وجود جيش وطنى واحد لا يختلف حوله إثنان،الا من كان له مصلحة مع المليشيات، أو ليس سودانى أصيل يرتبط ارتباطا جذرويا بهذا البلد، أو أجنبى تم تجنيسه فى الأعوام الأربعة الماضية وقبلها بواسطة الأرقام الوطنية المزورة.
*نقاط مهمة:
*بعض الحركات المسلحة لم تنتقد انتهاكات مليشيا الدعم السريع إلا بعد إغتيال خميس أبكر والى غرب دارفور (رحمه الله)،فالقتل والاغتصاب والتشريد والنهب الذى طال آلاف المواطنين والمواطنات بالعاصمةوبعض الولايات قوبل بالتجاهل منها،فى الوقت الذى تدعى فيه أنها ما حملت السلاح إلا من أجل الشعب السودانى، أما الأحزاب السياسية فكثير منها مايزال يلوز بالصمت تجاه الجرائم التى ترتكب،وكأنها لاعلاقة لها بالبلد،فيما جبن بعضها عن قول كلمة الحق بحجة واهية اسمها(الحياد)، والموقف الوحيد الواضح هو موقف الاتحادى الأصل،والذى أعلن صراحة وقوفه مع قوات الشعب المسلحة.
*الشعب السودانى مفترى عليه،فالكل يدعى أنه يمثله،حتى يوسف الكذاب قال أن متمردى الدعم السريع يقاتلون من أجله، وطبعا لأنه مستخبى خارج السودان لا علم له بأن معظم السودانيين أكدوا مساندتهم للقوات المسلحة،وهذا ليس ادعاء كما يفعل البعض،فنفرات الدعم والمساندة التى عمت معظم مدن وأرياف الوطن شاهد على ذلك،فضلا عن الاستقبالات الكبيرة للجيش فى العديد من أحياء العاصمة عندمد تمشيطه لها.
*أس بلاء السودان هم الذين يسمون أنفسهم محللين سياسيين،خصوصا المقيمين خارج القطر الهاربين من الحرب،الذين فكروا فقط فى أنفسهم لايهمهم مايحدث وراءهم، فهل من تبرأ من أهله وخان وطنه يحق له أن يتحدث عنهم وعن معاناتهم؟وهل يمكن أن نعتد برأيه؟.
*ماتزال الأمم المتحدة والصليب الأحمر واليونسيف وغيرهما من المنظمات الأممية متقاعسة عن دورها فى ارسال المساعدات للمتضررين بالولايات الآمنة(١٦)ولاية، فقد لاحظنا أنه كلما استضافت الفضائيات ممثل لهذه المنظمات،(ورغم مرور أكثر من شهرين على الحرب)،ينصب حديثه فقط عن الإحصائيات (وكم شخص نزح وكم شخص لجأ للدول المجاورة)، وعندما يسأل عن جهودهم في إيصال المساعدات الإنسانية للمحتاجين،يقولون أنه لا يمكن إيصالها بسبب الحرب، سبحان الله ،انه العذر الاقبح من الذنب !.
*مئات الآلاف من الموظفين وعلى إمتداد السودان لم يصرفوا راتب شهرى ابريل ومايو،فاذا عذرنا ولايتى الخرطوم وغرب دارفور ،فما هو عذر بقية الولايات والتى(والحمد لله) تشهد استقرارا ، ويتواصل فيها التحصيل وزادت الإيرادات فى معظمها بصورة كبيرة، وهنا قد يتساءل البعض،هل رواتب ومخصصات المسؤولين بالولايات الآمنة، بمافى ذلك المدراء التنفيذيين ومدراء الوحدات الادارية ظلت متوقفة خلال الشهرين الماضيين؟.

التعليقات مغلقة.