بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .(المعقول واللامعقول في المشهد السياسي السوداني !!)
بسم الله الرحمن الرحيم
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ. جمال الدين رمضان المحامي .
ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات( 551) .
(المعقول واللامعقول في المشهد السياسي السوداني !!)
معطيات كثيرة يمكن استخلاصها من تداعيات وتفاعلات المشهد السياسي السوداني والتي تمضي بخطي متسارعة وهي تؤكد المقولة المشهورة بان السودانيين اتفقوا علي ان لايتفقوا. حيث تمضي تداعيات المشهد السوداني خطوة للامام وخطوتين للخلف حيث مازلنا تدور في اطار حلقة مفرغة وضيقة وهي تحمل عوامل فنائها بداخلها نعم انه مشهد اللامعقول الذي بات يسيطر علي كل تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد .
حتي تقرب الصورة اكثر لكل من يقرأ هذا المقال ان المجري العادي الامور الذي يتسق مع روح العقل والمنطق فان هذه الحرب التي تعيش في اتونها والتي فرضت علي الشعب السوداني يجب ان تتوقف وعلي جناح السرعة كما يجب علينا ان نعمل وبكل جدية أفرادا وجماعات علي وقفها حيث تداعياتها تفصح عن نفسها بنفسها وحيث أصبحت ملء السمع والبصر . وهي اذا استمرت علي هذا النحو سوف نفقد كل مقومات بقاءنا ووجودنا في دولة كان اسمها السودان .
لقد ظللنا علي الدوام نؤكد بان هذه الحرب لا غالب فيها ولا مغلوب لأن محصلتها النهائية هي إعلان هزيمة الكل ممثلا في الوطن الذي بات يئن من كثرة الضربات التي تقع عليه صباح مساء .
نعم المعقول هو ان تعمل علي المكونات الاجتماعية والسياسية علي وقف هذه الحرب وإن تدخل الأطراف المتصارعة في حوار جاد يؤسس لوقف اطلاق نار شامل يمكن البناء عليه في تحقيق اتفاق يلبي أشواق وتطلعات الأطراف المتحاربة ويحقق الامن والاستقرار في ربوع البلاد .
تاريخ السودان يحدثنا بان كل حروب البلاد والتي جرت منذ فجر الاستقلال قد تم حسمها عن طريق الحوار . حيث حرب جنوب السودان والتي استمرت لااكثر من ربع قرن وحيث كانت تمثل أطول حرب اهلية في تاريخ القارة السمراء .
اللامعقول هو ان يستمر سينارىو هذه الحرب التي باتت تمثل واحدة من اكبر مهددات بقائنا كشعب سوداني حيث يحق له ان ينعم بالحياة الكريمة والشريفة والتي يسودها الامن والاستقرار كسائر شعوب الأرض .
من المفارقات المحزنة التي خلفتها هذه الحرب جعلت للاخوة الذين يضمهم سقف بيت واحد يضمهم يرفعون السلاح في وجهة بعض لأن هذا ينتمي الجيش وذلك في الدعم السرييع وحيث تكون المحصلة النهائية جرح ينزف دما وحيث لايندمل .
اللامعقول هو ان تعمل علي تدميير بلادنا وذلك تنفيذا لا اجندات سياسية خارجية يعمل علي تنفيذها بوعي أو غير وعي اعداء بالداخل وعلي نحويعلمه القاصي والداني .
لقد أصبحنا منذ عهد المخلوع تسوق لكل قضايا البلاد الخلافية بالخارج وكان نتاج لكل ذلك ان تم تدويل كل قضايا البلاد ( اتفاقية ابوجا والدوحة وتيفاشا وسلام جوبا نمؤذجا) . حيث كرست بعض هذه الاتفاقيات للانفصال حتي تحقق واصبح واقع يمشي علي قدميين في المشد السوداني .
منتسبي حزب المؤتمر الوطني المحلول ياتوا اليوم ليحدثوننا عن تهافت القوي السياسية خاصة الحرية والتغيير المركزية لرهن إرادة البلاد للخارج وكيف ان البلاد قد أصبحت يديرها المبعوث الاممي فولكر والذي فرض الاتفاق الايطاري علي الجميع وذلك علي حسب زعمهم . وحيث نسوا أو وناسوا بان الذي افسح المجال واسعا للتدخلات الأجنبية هو النظام السابق وذلك من خلال توقيعه علي سلسلة الاتفاقيات الهزيلة والتي بسببها افتقدنا جزءا عزيزا من بلادنا وهي دولة جنوب السودان .
نعم التاريخ لم يرحم الذين مازالوا يدقون طبول الحرب ويستنفرون الشباب الانضمام لركبها وهم يعلمون بان معظم مكونات الشعب السوداني لاتملك مقومات ومطلوبات الصمود والتي تبقيهم علي قيد الحياة حتي ينتصر طرفا علي الاخر في هذه الحرب التي قضت علي الأخضر واليابس .
المعقول هو ان تقف هذه الحرب وإن تدخل الأطراف المتصارعة في مفاوضات مباشرة تؤسس لبناء مصالحة بين الأطراف المتحاربة وحتي تكون مدخلا لرتق النسيج الاجتماعي الذي مزقته تلك الحرب ذلك من خلال اجراء المصالحات مع كل المكونات الاجتماعية والقبلية .
نعم المعقول هو ان تعيد للقوات المسلحة السودانية ممثلة في الجيش السوداني سيرتها الاولي حيث كانت من أقوي الجيوش العربية والافريقية التي كنا نفاخر لها علي الدوام في المنابر الدولية . حيث المطلوب ان نسترد لها مهنيتها المسلوبة من قبل قوي الشر والعدوان والذين اختطفوا إرادة هذه المؤسسة العريقة لخدمة اجندات سياسية تخص الاسلاميين .
نعم المعقول هو ان تصمد صوت البندقية ويتحقق الامن والاستقرار في كل ربوع البلاد .
التعليقات مغلقة.