الشعاع الساطع
حرب الجيش والدعم وقحت
ضد من ؟!
وشعب السودان الذي لم يجد الراحة منذ ازمنة بعيدة لانريد ان نحصيها الآن ولكننا نلامسها من باب استعادة الذكري !!
فمنذ عهد اتفاقية عبدالله بن أبي السرح وعلوة والمغرة المسيحية والتي انتهت باتفاقية(البقط) وهي نسلم (٣٦٠) من العبيد سنويا كفدية للممنتصر وحفظا للحاكمين!!
ثم تكرر المشهد عندما اعاد المملوكي محمد علي باشاء فعل ذلك عام ١٨٢١م .
مستعينا (بالله)
من بني جلدتنا حتي اوصلوه لابواب المملكة السنارية بحثا عن العبيد والذهب!! فمكث حكم الفاتحين فينا بالضرائب الباهظة حتي قيام الثورة المهدية !!
والتي خلصت السودان من الاحتلال التركي بفتح الخرطوم وقطع راس غردون !!
غير ان وثائق تجارة الرقيق التي جمعها الراحل ابراهيم نقد رئيس الحزب الشيوعي في كتابه ( تجارة الرقيق في السودان ) كشفت القبيح عن تلك الفترة وكيف ان بيت المال كان يتغذي من عائدات تلك التجارة القذرة!! ولقد كشف ايضا في كتابه الخطاب السري لثلاثة من الزعماء الكبار( السيد عبدالرحمن والسيد الميرغني والشريف الهندي) وهم يخاطبون حكومة (الاحتلال) البرطانية ضد دعواها الكذوبة محاربة تجارة الرقيق !!
وحمل الخطاب اسلوب لطيف ومنطق عجيب
اذ يشيرون الي انهم يتفهمون مجهودات الحكومة واهدافها (النبيلة) ولكنهم يتخوفون من ان تؤدي الخطوة لفشل العمل في الزراعة مجرد ان يعلم( العبيد ) انهم احرار!!
وبعدها أتت حكومة الاستقلال ١٩٥٦م بجميع تفاصيلها
وسط اهازيج الفرح (الكذوب) لتمنع السودانيين من اصل جنوب السودان من فرص العمل ضمن (وظائف السودنة) فحدثت اول ثورة ضد الظلم ١٩٥٥ انتهت بجميع تفاصيلها من حرب نفوذ ثم الي حرب دينية ثم بانفصال الجنوب في العام ٢٠١١م
دون ان تستفيد الدولة من اخطاءها للمرة الالف ويظل الحقد الدفين في النفوس هو موجه موجة الانظمة والثورات في جميع اطراف السودان وتشتعل دارفور ٢٠٠٣!!.
وينتهي بنا الحال لحرب بين برهان سليل نظام الإنقاذ بجميع اخطاءه وحميدتي هرون البشير الذي تحدث اليه فرحا به وكاد أن يقول (انه هرون اخي) وتمضي الايام ليكتشف الكل عبر الثورة الظافرة وتضحيات الشباب الخلص انهم ضد فرعون وهامان يمارسان القتل في أرض الاعتصام بلا رحمة او ضمير!! ويا للعار
وتنبت قحت بجميع سواءتها لتدعي انها عنوان الثورة وشرفها المصون ولاتلقي بالا لنصيحة الراحل المقيم (علي محمود حسنين) والذي شدد علي ضرورة اعلان حكومة مدنية من داخل ارض الاعتصام ولكن العلاقات (السرية) بين القوي السياسية وهي علاقات مفضوحة ولها تاريخها الطويل والحافل بالانقلابات منذ انقلاب ١٩٥٨ عبود عبر تسلمه القيادة من عبدالله خليل واتقلاب نميري ١٩٦٩ الموصوم بالشيوعية وقد تحول الي يميني وانقلاب ١٩٨٩ للاسلاميين وجميعها تكشف سوء الحال والمنقلب للمتأمرين !!
فخرجت قحت إلينا بمفاوضين لم نلمح لهم اثر عقب التوقيع علي الوثيقة الدستورية الهشة وبالذات الاستاذ الذي لم نتمكن من حفظ اسمه لعله (عزالدين )!! الوثيقة التي أعلن بموجبها زواج كاثوليكي بين الجيش والمدنيين وانتهي ماانتهي اليه من (عشكبة) ومحاصصات وبهلوانيات ولجان تفكيك وتربيط تستبدل تمكين بتمكين انتهت جميعها بانقلاب ٢١ اكتوبر٢٠٢١م .
ثم (الاتفاق الاطاري) او(الخبز التجاري) وحرب ١٤ ابريل المشئومة التي احالت الوطن الي خراب.
كشف عن اطماع الطامعين داخليا وخارجيا وانتهي الي دمار الخرطوم وترويع اهلها وتشريدهم وقتلهم واغتصاب الحرائر اسوة باغتصابات شهدتها حرب دارفور وغيرها من الحروب!!
ان تجارب الشعب السوداني وللاسف الشديد لم تجعل منهم الي يومنا هذا عملا رشيدا ينهي هذه المهازل المتكررة والتي تتحدث باسم الشعب!!
والشعب في معزل عنها وبراءة .
وبالامس تقع عيني علي مقال رائع يذكر الجميع أن (كوستاريكا) دولة بلا جيش!!
وكانها تتدخر ٨٥ بالمئة من ميزانيتها الي التعليم والصحة!!
وتفاجاءت ان السودان غير مامون لدي بنيه لطالما ان اثنين من اعضاء المجلس السيادي كما رشحت المعلومات خارج البلاد بل وياللعجب في المعارضة !!
وبهذا علي جميع القيادات مغادرة المسرح بهدوء!! بعدما ان فشل الجميع في امتحان الوطنية والانتماء الي خيارات الشعب !!
وتبقي حرب الجيش والدعم وقحت جميعها ضد من؟ !!
مالم تنتهي الي جرد حساب نهائي بين الشعب ومؤسساته الخدمية المستقلة والسياسية والتي تحتاج الي إعادة صياغة تجعل منها احزاب منتجة للحلول عبر برامج وطنية لامجرد احزاب في شكل غوغاء همها التارات والانتقام والاقصاء!!
فعملية التغيير للمجتمعات لاتعني ابدا ادخالها في زاوية الفناء بالحروب!! ولكن التغيير هو عملية إعادة تخطيط تنتهي بمنتوج انساني مستقيم ضد الظلم والقهر والقتل والسحل متشبع حتي النخاع بمدأ احترام الاخر ودولة القانون التي ترعي الحقوق والواجبات.
…وياوطن مادخلك شر…
عمرالطيب ابوروف
١٠يوليو٢٠٢٣
التعليقات مغلقة.