الايام نيوز
الايام نيوز

الطيب المكابرابي يكتب الام هذا الهوان يابرهان

موازنات
الطيب المكابرابي
السبت 29يوليو2023


 الام هذا الهوان يابرهان

منذ ان اطاحت ثورة ديسمبر بنظام حكم البشير توالت على حكمنا عدد من الحكومات ومايشبه الحكومات وجميعها بلا استثناء لم تكن ذات قيمة أو هيبة ولم تفرض احترامها على الناس لا لشئ إلا لتماهيها جميعا مع مايسمى بالعالم الحر وتملقها هذا العالم حتى وان كانت حمراء لاتعترف بكل ماعند هذالعالم الحر ولكنها تتماهى لتحكم شعب السودان دون ان يعكر عليها احد …
مامضى قبلنا وصمتنا عليه في وقت كان مختلفا عن اليوم حيث كانت الآمال عراضا في تحقيق الحلم بحكم راشد عادل رغم العثرات مع وجود رغبة عارمة وعامة في التخلص من تجاربنا السابقة..
انتكست تلك التجربة ودخلنا في نفق الحرب التي تكاد تعصف بالوطن وبرغم خطورة مالاتها لا نزال منقسمين وفينا من يدعي أو يجزم بانها حرب جماعة ضد مجموعة ومن يقول بانها حرب جنرال ضد جنرال وغير ذلك مما يقال..
هذه الحرب التي اضرت ببلادنا وبان للكل اثرها ومالاتها ماكان يجب ان تستمر وإن تاخذ هذا الوقت الطويل لو ان الحكومة تعاملت معها ومع الناس بشكل مختلف عن تعاملها خلال الفترات السابقة ونقصد بها فترة الحكومة الانتقالية التي تسمح بفعل وقول كل شئ حتى وان كان مضرا بالسيادة وبامن وسلامة البلاد.
ماكان يجب فعله ومنذ الوهلة الأولى ملاحقة ومحاسبة كل مخذل وكل من يطعن القوات المسلحة في ظهرها بتعاونه الظاهر والخفي مع القوات المتمردة…
ماكان يجب فعله اغلاق كافة منافذ الدخول والخروج من العاصمة حيث تدور المعركة حتى تنقطع سيول الامداد بالرجال والوقود والغذاء عن المتمردين…
ماكان يجب فعله تنظيف الجيش وكل القوات النظامية من المتامرين وبخاصة من تم ذكرهم في تسجيل الأستاذ عثمان ميرغني والذين كانوا سينفذون الانقلاب بإسم الجيش ولايزالون يعملون حتى الان.
ماكان ومايجب ان يفعله رئيس المجلس السيادي وقيادة الجيش ان تتم محاسبة المتطاولين على هذه القيادات مثل قحت التي ردت على العطا في بيان تنقصه لغة الاحترام لقادة الجيش ومثل من سموا انفسهم القوات المشتركة التي صدر بيان باسمها ولم تتفه يخلو كذلك من احترام لقيادات الجيش ويهدد في بعض نقاطه.
ماكان يجب ان يكون ولابد ان يكون الان هو الحديث الواضح والصريح حول ماكان يعرف باتفاق جوبا للسلام وهو اتفاق بات مشلولا الان بعد ان غادر الموقعين عليه الخرطوم وابتعدوا عن المعركة بحنودهم بل وانضم بعضهم الى صفوف التمرد في كل خطواته واجتماعاته التي تكيد للحكومة وللجيش ويلتقطون الصور مع قادة المتمردين…
كل هذا وغيره كثير جدا كنا ننتظر حدوثه منذ وقت طويل وكنا نسمع كثيرا من التبريرات والمبررات التي تدعو الى الصبر وانتظار النتائج..
اليوم ونحن نرى الزيادة في وتيرة الاستخفاف بما يجري للوطن ونسمع ونرى ونقرا كل يوم ان هذه الحرب حرب كيزان وحرب جنرالات ونتلقى كل يوم مايحدثنا عن استخفاف بالدولة والسلطة والجيش وقياداته لم يعد آمامنا إلا المطالبة يترك مسك العصا من المنتصف واخذ الامور بجدية واضحة وبحزم وعزم على نصرة الوطن اولا والمحافظة عليه عبر اجراءات صارمة لا تعترف إلا بمن يساند الوطن وجيشه ولاتخشى مايلوكه البعض من مصطلحات غربية لاتحفظ بلدا ولاتحمي الناس من تمرد هو الابغض على الاطلاق ..
واخيرا ولانظنه أخرا فإن المطلوب الان توضيح شاف كاف عن مصير اتفاق جوبا وموقعه بعد كل الذي كان وماسيكون وقد لاحت بوادر عودة الغالبية الى حيث كانوا منمردين.

وكان الله في عون الجميع

التعليقات مغلقة.