الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقية عبد الخالق بادى التحية للمعلمين المخلصين

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
التحية للمعلمين المخلصين
أحتفل العالم خلال اليومين الماضيين باليوم العالمي للمعلم ،وهو يوم لا سترجاع القيم الأساسية لهذه المهنة العظيمة والمهمة ،وتعود عظمتها لدور العلم فى رقى الإنسان ونهضة الأمم ، فلن تتطور أمة معلمها غير كفؤ.
وكلنا نعلم أن أول كلمة نزلت فى القرآن الكريم هى كلمة(إقرأ)، مما يؤكد أهمية التعليم والتعلم ، وقد قال تعالى (الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم)، فربنا سبحانه وتعالى هو الذى يعلمنا وهو أول معلم للبشرية (وعلم آدم الأسماء كلها)،ومهما تعلمنا واكتسبنا من معرفة فهى لا تساوى شىء من علمه (وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)،فهو يمن على من يشاء بعلمه ولنا فى قصة نبى الله موسى عليه السلام والعبد الصالح عبرة ، وأيضاً قصة قارون عبرة لمن يغتر بما وهبه الله من علم ،و أن العلم الذى اكتسبه ما هو إلا نعمة ومنة من الخالق عزوجل، ليس فلاحة أو شطارة كما يعتقد الكثيرون ، كما أن من يعتقد أنه أعلم الناس وافهمهم فهو جاهل لأنه (فوق كل ذى علم عليم).
ونحن نحتفل بعيد المعلم تقفذ إلى الذهن العديد من الذكريات واللحظات الجميلة التى قضيناها فى ردهات المدارس (بطيبة الذكر) مدارس بخت الرضا الابتدائية، والتى كانت عالما مليئا بالحيوية والنشاط والقيم الجميلة ، وهناك معلمون مثلوا لنا قدوة حسنة ،فتعلمنا منهم الكثير من المهارات والمبادىء التى رسخت، نذكر منهم على سبيل المثال الأستاذ والمربى صلاح حسن أفندى (رحمه الله واسكنه فسيح جناته)،فقد كان انموذجا طيبا للمعلم الصالح المميز فى كل شىء، وكذلك الأستاذ أحمد ناصر(رحمه الله رحمة واسعة) ، صاحب التعامل الرقيق مهذبا ، ولا ننسى الأستاذ حمد النيل عربى(رحمة الله عليه)، بملكاته وقدراته الكبيرة،والاستاذ الطيب بابكر (رحمه الله رحمة واسعة) ذاك المعلم الصبور المتمكن،وفى المرحلة المتوسطة فى ذاكرتنا الاستاذ الهرم الكبير فاروق الحسين (نسأل الله أن يرحمه ويسكنه فسيح جناته)،قمة فى كل شىء بل مدرسة قائمة بذاتها،والاستاذ عبدالله أحمد (رحمة الله عليه إن توفى ،ومتعه الله بالعافية إن كان حيا)، والأستاذ كباشى متعه الله بالصحة والعافية ، وفى المرحلة الثانوية من المعلمين المتميزين حينها ،الاستاذ بابكر ذاك الرجل الراقى والأستاذ محمد سعيد (الذى لا تمل حصته ابدأ) والأستاذ أبوبكر عمر البشرى سلس التعامل ،والاستاذ الشفيع فضل الله (رحمه الله واسكنه فسيح جناته)، صاحب الروح الجميلة ،فكنا نستمتع بتدريسه لمادة الجغرافيا ويأتي الطلاب من كل مدارس الدويم لحضور حصته ، وغيرهم من المعلمين الذين لا يمكن أن ينساهم طلابهم مهما تقادمت الأيام .
نعود ونقول أن المعلم عنصر أساسى فى تكوين الشخصية وصناعة رجال المستقبل، فإن كان ذا قيم ومبادىء سليمة مخلصا لمهنته ،ترك أثرا إيجابياً وشب طلابه عليها، وخرج للمجتمع مواطنين صالحين ، أما إذا كان بلا قيم خاوى الفكر ،فماذا سنحصد؟جيل مسخ بلا هوية ،وهذا ما حدث خلال عقود الحزب المحلول ،والسبب التعيين على الأيديولوجية والحزبية والجهوية ، فرأينا أشخاصا لا يجيدون حتى كتابةاسمائهم تم توظيفهم فى المدارس ليكونوا مسؤولين عن تربية الأجيال ، فهل من جاء للمهنة بدون كفاءة يكون مؤتمنا على أولاد الناس؟ لا يمكن طبعاً فما بنى على باطل فهو باطل، ورغم ذلك فهناك معلمين صامدين مخلصين ،الا أنهم أصبحوا قلة .
أننا وفى يوم المعلم لا نحتاج الى كلمات المجاملات الفضفاضة والمستهلكة، فنحن نحتاج إلى وقفة مع النفس أولا ، وتكون لدينا الشجاعة لنقد الذات وتحديد الأسباب الحقيقية وراء تراجع التعليم وضعف المنتج ،(ولا أعتقد أن هنالك من لا يعرف الأسباب)، والدولة عليها واجبات تجاه المعلم يجب أن تجتهد وتكون صادقة فى الايفاء بها، فالتعليم حاضر البلد ومستقبلها، وكل عام والمعلم الصادق المخلص بألف خير.

التعليقات مغلقة.