للحديث بقية عبد الخالق بادى ماهى أوجه الشبه بين جرائم إسرائيل والمليشيا المتمردة ؟
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
ماهى أوجه الشبه بين جرائم إسرائيل والمليشيا المتمردة ؟
لم استغرب قصف الصهاينة لمستشفى المعمدان بغزة أمس الأول مما أدى لاستشهاد أكثر من خمسمائة فلسطيني بينهم مئات الأطفال والنساء الذين لجأوا للمستشفى فرارا من قصف اليهود المتعمد للمنازل ،وظنا منهم أن المستشفى سيمنع عنهم اعتداءات الصهاينة ،ولكن وكما نعلم ويعلم الكثير من المهتمين ،بان الكيان الغاصب لا حدود لآلة قتله الممنهجة، وذات التقتيل والتشريد والتدمير استهدف مدارس الأونروا التابعة للأمم المتحدة،والتى لجأ إليها مئات الآلاف من الفلسطينيين،فتمةتدميرها على رؤوسهم بدم بارد.
لقد قلنا فى مقال سابق بأن يهود إسرائيل وبدعم من المتهودين الامريكان وحلفائهم ، سيستغلون الحرب الدائرة بينهم وبين المقاومة التى تدافع عن دينها وأرض أجدادنا ،من أجل إرتكاب نكبة جديدة لا تقل فظاعة ولا قسوة عن نكبة ١٩٤٨م، فاليهود لم يكتفوا بالقصف والإبادة بالسلاح،حيث قطعوا كل مقومات الحياة والحد الأدنى من الاحتياجات عن فلسطيني غزة ،فلا ماء ولادواء ولاغذاء ولا وقود ولا كهرباء،بل حتى المساعدات التى أعلنت عنها دول عربية وإسلامية وغيرها منع الكيان المحتل دخولها عبر معبر رفح الحدودي مع مصر ،فلم يسلم المعبر من التدمير والقصف.
وإذا عقدنا مقارنة بسيطة بين انتهاكات الصهاينة بحق المواطنين الفلسطين وانتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة بحق المواطنين السودانيين ،نجد أن هنالك أوجه شبه كثيرة، فاليهود بقصفهم لا يفرقون بين طفل وامرأة ،وكذا يفعل المتمردين بحق أطفال ونساء السودان من خلال قصفهم للأحياء السكنية فى الخرطوم ونيالا والجنينة والأبيض.
جيش العدو الإسرائيلى يعتمد فى قتل الفلسطينين على القناصة ، وأيضا المليشيا ، اليهود يتبعون سياسة الأرض المحروقة بالتدمير الممنهج للبنيات التحتية ،ونفس التدمير مارسته المليشيا المتمردة باستهداف البنيات التحتية بالخرطوم وغيرها ، الصهاينة منعوا المياه والكهرباء والدواء والغذاء والوقود عن المدنيين الفلسطينيين ،ونتذكر أن أول ما قامت به فى بداية عدوانها على المواطنين والبلد باستهداف محطات المياه والكهرباء ونهب الإمدادات الطبية والصيدليات والأسواق، فحرموا ملايين السودانيين من المياه والدواء والطاقة والغذاء، ومات العديد من المواطنين جوعا وعطشا.
ومن الجرائم المشتركة والتى شهدها العالم بأكمله ، قصف المستشفيات وتدميرها بصورة مدبرة،فراينا كيف سوى اليهود مستشفيات شمال غزة ومستشفى المعمدانى بالارض وقتل المئات ، وقد رأينا كيف قصفت المليشيا عشرات المستشفيات بالخرطوم ونهبتها ،وعلى رأسها مستشفيات الخرطوم ،الشعب،بحرى وأمدرمان ، وارتكبتةمجازر بها راح ضحيتها المئات من مرضى الانعاش والكلى وغيرهم.
استهداف دور العبادة أيضا عمل إجرامي مشترك بين اليهود والمليشيا المتمردة ،فقد دمر الصهاينة عشرات المساجد والكنائس بغزة ومنعوا الصلاة ، وأيضا اعتدى المتمردون على العديد من المساجد بالخرطوم ومنعوا الصلاة واعتدوا على أئمة المساجد فقتلوا بعضهم واعتقلوا آخرين.
أهم مايجمع بين الصهاينة والمليشا المتمردة هو عدم الايفاء بالوعود والكذب وحرب الشائعات،فاليهود معروفين بنقضهم للعهود والقرآن وضح ذلك فى أكثر من آية،والمليشيا تنكرت لكل التعهدات التى وقعت على مسوداتها مع الجيش، أما الكذب فالصهاينة لا يعرفون غيره،وتساوت المليشيا المتمردة معهم فيه،فكل ما يصدر عنها وعن مستشاريها وأعوانهم أكاذيب،اما الشائعات فقد برعت المليشيا فيها وتفوقت على اليهود،خصوصا هذه الأيام مع تقدم الجيش ميدانياً وجرت مجموعاتها أذيال الهزيمة والتفكير في الهروب من المعركة،فصارت المليشيا تعتمد على نشر الفيديوهات المفبركة،اضافة للنشاط الملحوظ للعملاء والمرجفين بالمدن والأرياف فى نشر الشائعات والأكاذيب لإرهاب المواطنين،كما حدث بالنيل الأبيض وودعشانة وغيرها.
إن الجرائم الفظيعة التى ارتكبها اليهود والمليشيا المتمردة بحق المواطنين فى فلسطين والسودان ،هى جرائم حرب مكتملة الأركان ،بل إبادة جماعية وتطهير عرقى ،لا مثيل له فى الكثير من الحروب التى عاصرناها وسمعنا عنها خلال المئة عام الماضية،فعلى المنظمات الدولية والمحلية رصد وإحصاء كل الانتهاكات وتقديمها للمحاكم الدولية والمحلية لتحقيق العدالة لمن قتلوا وتضرروا من انتهاكات الطرفين الغاصبين ، فلن تشفع لهذه المنظمات عبارات الشجب والادانات عبر وسائل الإعلام.
التعليقات مغلقة.