للحديث بقية عبد الخالق بادى الصهاينة لادين ولاوازع لهم..متى نفهم؟
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الصهاينة لادين ولاوازع لهم..متى نفهم؟
أستغرب كثيرا للانتقادات التى تصدر من حكام ومواطنين عرب ومسلمين للإبادة الجماعية التى يرتكبها الصهاينة المغتصبين كل ساعة ضد المواطنين الفلسطينيين ،وعمليات التهجير القسري لهم لتفريغ قطاع غزة من كل ماهو مسلم وعربى، فى إطار المخطط اليهودى الذى بدأ بوعد بلفور عام ١٩١٧م من أجل احتلال كامل فلسطين ومن ثم الاستيلاء على جنوب لبنان وسيناء وغيرها من المناطق بالدول العربية التى لها حدود مع فلسطين المحتلة.
و هذه الانتقادات الضعيفة والتى لا تلقى أى اهتمام حتى من الشعوب المسلمة والمتضامنة مع الفلسطينيين، يعود لحالة الهوان التى ظلت سائدة وسط الكثير من الحكام والمواطنين المسلمين والتى وصلت لدرجة التهافت على التطيع مع من ينكل باخوانهم وأهلهم ويبيدهم ،فهل الحكام والسياسيين والحقوقيون العرب والمسلمين ليسوا على معرفة بطبيعة الشخصية الصهيونية والتى تعتبر كل ماهو عربى ومسلم عدو يجب محوه من الوجود، وهذا ليس كلامى أو رأيى فحسب،فقد ظل رهبان وسياسيين ومنظمات يهودية يرددونه منذ فجر الاسلام ،وازدادت بعد اغتصابهم للأراضي الفلسطينية فى١٩٤٨م، والقرآن وضح لنا ذلك بشكل صريح لايحتاج إلى تفسير أو تحليل بقوله تعالى:(لتجدن أشد الذين عداوة للذين آمنوا اليهود والذين اشركوا) الآية (٨٢ المائدة)، وحقيقة لا أدرى كيف يفكر من ينتقدون جرائم اليهود وقتلهم أكثر من ثلاثة ألف طفل وأكثر من الفى إمرأة حتى اليوم ، واتعجب من يطالبون الصهاينة بالامتثال للقانون الدولى ومبادئ حقوق الإنسان ، ورئيس وزراء الكيان الغاصب نتنياهو يقول:( إن هذه الحرب وجودية) أى يجب محو أو (على الأقل) تهجير الفلسطينيين من أرضهم(إما نحن أو هم)،فهل من ينتظرون عدالة المنظمات الأممية من المسلمين والعرب على درجة عالية من الغباء أم إنه الجبن ؟.
وهناك أمر مهم واكب إعتداء المحتل الإسرائيلى على الفلسطينيين ،وهو أن معظم الدول الغربية بقيادة أمريكا ، أعلنوا على رؤوس الأشهاد ودون تردد بأنهم مع إسرائيل فى كل ما تقوم به من انتهاكات،واستخدموا عبارة (لإسرائيل حق الدفاع عن نفسها)، كما حدث مؤخراً من الأوروبي فى قمتهم أمس الأول بأنهم (يدعمون الاحتلال حتى يحقق أهدافه)،وكل ذلك بمثابة تصريح لليهود بأن يفعلوا كل ما يحلوا لهم لتحقيق هدفهم حتى لو أدى لإبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم ،وقد قالها الرئيس الأمريكى بدون أى تردد بقوله:(أن غزة لن تكون كما كانت فى ال٦من يوليو).
إن كل تلك الانتهاكات والتحريض عليها تحدث دون مواربة اوتردد من الصهاينة وحلفائهم، والمجموعة العربية بنيويورك أقصى ما استطاعت فعله هو الحصول على قرار بوقف فورى لإطلاق النار ،وطبعا وكالعادة لن يأبه الصهاينة لهذا القرار ،وسيكون حبرا على ورق كحال حوالى ألف قرار صدرت من منظمات الأمم المتحدة منذ احتلال فلسطين فى ١٩٤٨م.
مواقف الدول العربية والمسلمة الضعيفة ومحاباة بعضها لليهود دون مبرر، شجعت اليهود على ارتكاب أفظع الجرائم والمجازر فى التاريخ بحق الإنسان والإنسانية ، بل هناك من يساند الاحتلال (سرا) للقضاء على المقاومة الفلسطينية،فى الوقت الذى قدمت فيه أمريكا وحلفائها الغربيين لليهود دعما لوجستيا وأسلحة متطورة،بل بعثت بخبراء عسكريين لتدريب قوات الاحتلال على الأسلحة المتطورة وتقديم المعلومات والاستشارات التى يحتاجونها فى هذه الحرب.
موقف الأمين العام غودراديش من إعتداء اليهود على غزة كان حقيقية أقوى وأفضل من موقف الكثير من الدول العربية والمسلمة،وذلك عندما قال فى خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الطارئة قبل أيام:(أن ماقامت به المقاومة الفلسطينية ضد الصهاينة مبرر، لأن الشعب الفلسطينى ظل محتل لسنوات دون وجود أى بصيص أمل)،وطبعا هذه الحقيقة(وكما هو متوقع) أغضبت اليهود وهاجموا الرجل وطالبوه بالاستقالة، وأنا أعتقد أن كلمة الحق التي نطق بها الأمين العام للأمم تحسب له وسيظل يذكرها التاريخ لعقود.
نعود ونقول أنه لا يخفى على أى إنسان مدرك لحقيقة أهداف وسياسات الاحتلال الإسرائيلي وطبيعة اليهود، بأن اليهود همهم وحلمهم الأول والأخير هو تهجير الفلسطينيين من أرضهم ،بدليل استخدام كافة الأسلحة المشروعة وغير المشروعة ، إضافة لسلاح التجويع والقتل البطىء بمنع كل مقومات الحياة عن الشعب الفلسطيني في غزة بدون تمييز بين طفل وامرأة ، الكل بالنسبة لليهود أعداء حتى ولو كانوا مواطنين عاديين لا حول لهم ولاقوة ،وبنى جلدتهم كل فعلوه هو الشجب والادانة والخطب والتصريحات الهزيلة والتى تحفز المحتل لمزيد من القتل.
التعليقات مغلقة.