الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقيةعبد الخالق بادى مجلس الأمن.. أم مجلس الحرب!!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
مجلس الأمن.. أم مجلس الحرب!!!
لم اتفاجأ (وأظنك كذلك عزيزي القارئ) بالفيتو الأمريكى أمس الاول ضد مشروع قرار وقف إطلاق النار فى غزة والحرب التى يشنها العدو الصهيونى على الشعب الفلسطينى ،فهو كان متوقعاً من الحليف والراعى الأول للكيان المغتصب،كما أنها ليست المرة الأولى التى تستخدم فيها امريكا حق النقض ضد مقترح قرار مماثل لوقف إطلاق النار فى غزة.
لقد مجلس الأمن من مجلس يحافظ على الأمن والسلم ، إلى مجلس للحرب والظلم ، يمنح المعتدى ضوءا اخضرا لمواصلة جرائمه الفظيعة ،وتببن أنه مجرد مطية للصهاينة وحلفائهم لشرعنة انتهاكات المحتل الإسرائيلى وبحجج كاذبة،والتى إن ارتكبتها دولة أخرى،لتمت إدانتها وجيشت الجيوش لردعها ،ولفرضت عليها أقسى العقوبات ،كما يحدث لروسيا حالياً بعداعتدائها على أوكرانيا ،وكما حدث سابقا للعراق عندما دخلت قواته الكويت فى العام١٩٩٠م.
وحق النقض(الفيتو) الذى ظلت تتمتع به الدول الخمس دائمة العضوية فى مجلس الأمن ، تستخدمه فى الكثير من الأحيان بطريقة مجحفة تتناقض مع أهداف إنشاء المجلس والأمم المتحدة وميثاقها الذى وقعت عليه شعوب العالم بعيد الحرب العالمية الثانية ، لحمايةالشعوب من الانتهاكات وجرائم الإبادة وتحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان فى أى مكان فى العالم ،حيث جاء فى ميثاق الأمم المتحدة الموقع فى العام ١٩٤٥م مايلى:(نحن شعوب العالم قد آلينا على أنفسناأن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف،وأن نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية،
وأن نبيّن الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي،وأن ندفع بالرقي الاجتماعي قدماً، وأن نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية… الخ).
فهل الفيتو الأمريكى يعد امتثال لهذا الميثاق ؟ طبعاً لا،بل إن الكثير من المتابعين لقرارات مجلس الأمن خلال العقود الأربعة الأخيرة ، أنها لا تطبق إلى على دول معينة ،بينما يتم استخدام حق النقض فى اى قضية أو قرارا يمس الكيان الصهيونى، فقد المجلس عن دوره الامنى والسلم وخالف كل مواثيق الأمم المتحدة ،بل أصبح عبئا ثقيلا على الشعوب خصوصا العربية والمسلمة والافريقية ، لأنها ظلت لا تجد أى عدالة تذكر أروقته ،بل تعرضت فى مناسبات وقضايا واضحة للظلم الفاضح ، مما جعل المجلس محل انتقاد فى الآونة الأخيرة ومتهم بازدواجية المعايير.
إن دعوة مندوب البرازيل في مجلس الأمن إعادة تعيين سلطة مجلس الأمن الدولي ،تأتى تعبيراً عن حالة الإحباط التي تعيشها الشعوب المحبة للسلام والعدالة بسبب عدم قيام المجلس بدوره الانسانى والحقوقى تجاه الشعب الفلسطيني وللمرة الخامسة خلال شهرين ، عليه فإن دعوة البرازيل يتوقع أن تجد تأييدا كبيراً خلال الفترة المقبلة من دول لها ثقل ،مثل إسبانيا وبلجيكا ودول لاتينية وافريقية ومسلمة.
إن الأمم المتحدة كمنظمة دولية عجزت حتى عن حماية موظفيها فى غزة ،والسبب معروف وهو الانتهاكات والجرائم الصهيونية المتعمدة ضد كل ماهو عربى وفلسطينى ،وحقيقة لم يبق منها غير أمينها العام أنطونيو قوتيريش ،والذى تعامل مع حملة الإبادة للفلسطينيين بمهنية حيث التزم بالقانون الدولى،وسمى الاشياء بمسمياتها دون تنميق أومجاملة للمعتدين،وما تفعيله ادللمادة (٩٩) من قانون الأمم المتحدة والتى تمنح الأمين العام صلاحية (لفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والأمن الدوليين)، إلا دليل على حرص الرجل على دفع الظلم عن الشعب الفلسطيني رغم الضغوط الصهيونية والغريبة التى تمارس عليه، والمادة (٩٩) تنطبق تماماً على ما يحدث فى حرب الكيان المحتل ضدشعب غزة،حيث يتوقع أن تتوسع الحرب بعد دخلول أطراف أخرى فيها بصورة مباشرة وغير مباشرة،مثل الحوثيين وبعض المليشيات بالعراق وسوريا،وبريطانيا وحزب الله، وامريكا التى تعتبر الممول الأساسى للحرب بدعمها اللامحدود للكيان الغاصب، فكلما استمرت الحرب واستمر اليهود فى إبادة الأطفال والنساء بهذه الوحشية،كلما دخل لاعب جديد،وبالتالى وصول الحرب لدول وأماكن أخرى كما حدث من منع الحوثيين مرور أى سفينة تتعامل مع موانىء الكيان الغاصب،وما حدث من قصف للسفارة الأمريكية ببغداد وغيرها من الأحداث التى يمكن أن تشعل المنطقة باكملها.
ولكن هنالك سؤال مهم ،وهو هل ما يتعرض له اخواننا الفلسطينيون من إبادة يتحمل مسؤوليته فقط مجلس الأمن أو الأمم المتحدة ؟ الإجابة قطعا لا، فنحن كمسلمين وعرب نتحمل الوزر الأكبر، لأننا نرى أطفالنا ونساءنا يقتلون ويبادون دون أن نفعل لهم شيئا غير الشجب والادانة ،بل وللأسف فحتى اللجنة المفوضة من القمة الإسلامية العربية المشتركة،ظلت تتجول عبر عواصم العالم ،ليس لفرض موقف محدد ينهى مأساة الفلسطينيين،وانما لاستجداء من يقفون ويدعمون الكيان الغاصب لوقف الحرب، وعلى رأسهم بلينكن وزير الخارجية الأمريكي والذى أعلنها صراحة عند أول زيارة للكيان المحتل بعيد(طوفان الأقصى) بأنه جاء للوقوف مع المحتل كيهودى وليس كأمريكى ،وهو الذى اقنع الرئيس بايدن أمس بتقديم طلب مستعجل لتوفير آلاف القذائف المدفعية للمغتصبين ستستخدم فى إبادة عشرات الآلاف يضافوا لحوالى (١٨) ألف تمت إرادتهم حتى الآن ،فلجنة القمة ورغم كل ما بذلته ،الا أن المحصلة كانت ضعيفة وربما صفراً كبيراً، وهذا طبيعى لأنها تستجدى المعتدين، كيف لا ومن بينها وزيرا خارجية مصر والأردن واللتان بينهما والكيان الغاصب اتفاقيات كبلتهما تابع
تهما عن أهم قضية للمسلمين والعرب فى العصر الحديث ،وقد عجزتا حتى عن قطع العلاقات مع اليهود،والدهى والأمر أنه حتى المساعدات الضئيلة التى قدمت منهما للفلسطينيين لم يتمكنوا من إدخالها إلا بعد موافقة المحتلين، فهل ننتظر أن تحقق اللجنة أى خطوة للتخفيف عن أهل غزة .
الغريب أن دول مثل قطر والسعودية ودول عربية وإسلامية أخرى،بيدها سلاح قوى ومهم يمكن أن يمثل وسيلة ضغط على امريكا والغرب المساندان للمحتل ،لإجباره على وقف إطلاق النار ، ألا وهو سلاح المال و الاقتصادى ، ففى إحصائية قبل عامين تقريبا كشفت عن أن مجموع استثمارات دول الخليج فى المملكة المتحدة أكثر من خمسين مليار دولار، والاستثمارات السعودية فى أمريكا (١١٦) مليار دولار ،واستثمارات الإمارات فى أمريكا (٥٣) مليار دولار ،وحجم اسثمارات الكويت خمسة مليار دولار ،والبحرين (٤١٠) مليون دولار ، فاستثمارات بهذا الحجم يمكن أن تستخدم لفرض موقف عربى وإسلامية مؤثر ،ولكن هل نحلم نحن الشعوب بأن يتجرأ حكامنا باتخاذ موقف موحد وقوى كهذا؟ لا أعتقد فى ظل وجود من بينهم من يقبل رأس نتنياهو، وآخرين يشيدون المعابد اليهودية فى أرض المسلمين ،وبعضهم يوقع اتفاقيات مع اليهود تحت اسم بدعة( الديانة الإبراهيمية) ،والتى ما أنزل الله بها من سلطان ، وحكام فتحوا بلادهم لأعداء الاسلام ليعيثوا فيها فساداً ،باسم الاستثمارات المتبادلة لا نتوقع أن وعلى حساب قضية أمة، لا ننتظر منهم ما يسر.
أعود وأقول أن الإبادة التى يمارسها الكيان الغاصب ضد الفلسطينيين فى غزة والضفة الغربية ، هى متعمدة وكل مبررات اليهود كذب قم كذب، لأنهم وبحسب ايديولوجيتهم قتل أى مسلم إنجاز كبير،وراينا كيف قتلوا الأطفال الخدج فى المستشفيات وباكثر الصواريخ والمتفجرات فتكات بالبشر، وأى مسلم لا يفهم الأمر كذلك فليراجع ماقبل عن اليهود فى القرآن الكريم وليراجع تاريخهم القديم والحديث،فسيرى فظاعة جرائم الإبادة الكثيرة التي ارتكبوها فى حق المسلمين فى فلسطين ولبنان وسوريا وغيرهما، والآن تمارس فى غزة ، إلا أننا نقول أن هذه الإبادة الجماعية لا يمكن أن تستمر بأى حال من الأحوال ،ولابد من وسيلة لايقافها ،سواء بطريقة ناعمة أو بوسائل هجومية ،وهذا غير مستبعد ،خاصة أن هنالك حالة غضب واحتقان تسود الشعوب المسلمة والعربية والحرة،ويمكن أن ينفجر الوضع هنا أو هناك ،فالظلم طعمه مر لا يستطيع الكثيرون الصبر عليه، والتعويل فقط على الشعوب والمقاومة المسلحة، أما الحكام فليبقوا منعمين فى قصورهم وليستمتعوا عبر شاشات التلفاز بمشاهد قتل الأطفال والنساء والتى حزن لها حكام دول بعيدة عن المنطقة أمثال رئيس البرازيل داسيلفا ورئيس بوليفيا فقرروا قطع علاقاتهم مع المحتل الإسرائيلى، لأن لديهم حس إنسانة صادق جعلهم لا يحتملون هذه الجرائم الصهيونية البشعة بحق الأطفال والنساء، ونحن حتى الإنسانية وللأسف تجردنا منها،ولا حول ولاقوة الا بالله .

التعليقات مغلقة.