دولة القانون عبثية الحرب بقلم د. عبد العظيم حسن المحامي
دولة القانون
عبثية الحرب
إذا كان القائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع والسياسيون والمهنيون السودانيون والوسطاء من الإقليميين والدوليين ومن فوقهم عامة الشعب قد أجمعوا على أن هذه الحرب عبثية وبامتياز، فلماذا لم تتوقف؟ بأحد القروبات أجابت محامية بصدق على السؤال بأن السبب يعود، وبكل صراحة، لغياب المسؤولية لدى القطاعات المهنية. فالمهنيون السودانيون ومنذ زمن بعيد كانوا وما زالوا عاجزين عن تقديم الحلول والتوافق عليها. وطالما الحال كذلك فلن تنتهي هذه الحرب بل ستهدأ قليلاً وسرعان ما تعود بأسوأ مما كانت لمرات ومرات.
أي حرب تفتقر للموضوعية كما بدأت عبثية ستنتهي بحيثيات فكاهية تعيد ذات الوجوه والمآسي وبلا خجل. إزاء هذا المنظر الحزين لابد من أن يسأل المهنيون عما يدور بقروباتهم على الأسافير؟ كذا ليسأل المستنيرون والمثقفون عما يدور بينهم من نقاشات وحورات؟ أليس الغالب بمعظم القروبات والوسائط هو الحروب الإسفيرية على شاكلة مع وضد؟ بصراحة، هل توقف البل والجغم بين المدنيين حتى يتوقف بين حملة السلاح؟ هل ثمة اقتراحات أو معالجات موضوعية تمت مناقشتها وتجهيزها بواسطة هولاء النخب لاحتمالية أن تبدأ عمليات الإصلاح المؤسسي وإعمار ما دمرته الحرب؟ حتى إذا هدأت الأوضاع، هل من الراجح أن نعود لمربع الفتنة فيجد من سفكوا دمائنا وأموالنا وأعراضنا السبيل ليعودوا من حيث أتوا؟
من السذاجة والسفه أن يعود السودانيون لديارهم معدمين ومتسولين وعلى رأسهم ذات من أشعل ضدهم الحرب. فعبثية الحرب ليست في أسباب اندلاعها وإنما في القبول بجرعات مسكنة للآلامها وكأن شيئا لم يكن. بعبارة أخرى، إذا ما عدنا لما كنا عليه من تمزق وشتات، فالعيب لن يكون في من يسوقون للحلول العبثية ويفرضونها، بل في من ظلوا ينظرون وينتظرون المعلبات الجاهزة والإغاثات التي تملأ البطون وتفرغ العقول فيحكمنا أجهل الجاهلين.
عبد العظيم حسن
المحامي الخرطوم
28 يناير 2024
التعليقات مغلقة.