محمد عبد الماجد يكتب: آخر ما يعنيهم (الوطن)
(1) · في قصص شهداء ثورة ديسمبر المجيدة الكثير من العبر والدروس والوطنية التى لا تضام. · الكثير من الشباب ما بين (18) سنة الى (40) سنة، خرجوا من اجل هذا الوطن وقدموا (حياتهم) في سبيل ان يبقى السودان وان يسقط نظام البشير وان تسترد (المدنية). · فعلوا ذلك بدون حافز او نثرية خروج او طبق محشي. · قدموا حياتهم من غير مقابل ــ حتى القصاص لهم لم يتحقق. كان كل الذي يعنيهم (السودان) الذي لم يبخلوا عليه بشيء. · تركوا مقاعد الدراسة وتخلوا عن احلامهم الخاصة ومستقبلهم الاخضر ودفعوا حياتهم مقابل ان يبقى الوطن. · بعضهم جاء من الخارج وتركوا جامعاتهم في اوروبا من اجل الالتحاق بالمعتصمين في محيط القيادة العامة. · فعلوا ذلك بدون (وصل امانة).. لم يوعدوا بوظيفة او بمنصب مرموق .. بل تخلوا عن كل ما يمتلكونه – شبابهم وعمرهم ومستقبلهم ليعيش غيرهم في هذا الوطن حياةً كريمةً. · لماذا لا يتعلم المسؤولون من هذه النماذج والدروس التى قدمت لهم ولم يستوعبها احد؟ · نحن لا نريد منكم ان تقدموا (حياتكم) كما فعل شباب عزل خرجوا في احتجاجات سلمية من أجل الحرية والسلام والعدالة. · لا نريد منكم أن تتخلوا عن حقوقكم وعن معاشكم بعد ان وصلتم لسن المعاش الاجباري وأكملتم دوركم في الحياة. · نحن لا نريد منكم غير ان تتخلوا عن (الكراسي) التى تجلسون عليها ــ لا نقول تتنازلون لأنكم لا تمتلكونها وهي ليس حقاً لكم حتى تتنازلوا عنها. · السودان الآن استقراره وأمنه وتطوره وتقدمه وازدهاره مرتبط بان ترحلوا. · لا نريد منكم غير (الرحيل). · اغربوا من حياتنا حتى تشرق شمس السودان. (2) · نجح الفلول في ما خططوا له، فهم قد رتبوا لهذا الوضع الذي نحن فيه الآن. · الفوضى والريبة والترقب والانتظار. · الاستعراض العسكري والاشتباك المرتقب. · التوجس والظنون. · يظنون ان عودتهم سوف تكون متاحة عن هذا الطريق ــ الخراب جزء من سيناريو العودة. · هم يدركون أن عودتهم غير ممكنة إلا في حالة اللادولة واللاوطن، وللأسف الشديد السلطات والحكومة الحالية تساعدهم على ذلك. · الحكومة السودانية متورطة في سيناريو عودة الكيزان. · وأزلام النظام يعيثون في الارض فساداً.. يغلقون الطرق ويعلنون بين الفينة والأخرى عن تكوين جيش جديد. · الحكومة تلاحق الشعب والمواطنين الذي يخرجون في مواكب (سلمية) وتترك الكتل والجماعات والكيانات التى تعلن على الملأ عن تكوين جيش جديد والإعلان عن مدرعات ومليشيات خاصة. (3) · الجيش وقوات الدعم السريع كانا في السلطة.. خروج احدهما من الحكومة يعني أن هنالك قوة عسكرية كبيرة سوف تكون في المعارضة. · المعارضة (المدنية) والاحتجاجات (السلمية) سوف تتحول الى معارضة (عسكرية)، والاحتجاجات (السلمية) سوف تكون عبارة عن (حروب). · سوف يظهر نيل جديد في السودان ان حدث اشتباك.. الى جانب النيل الابيض والنيل الازرق سوف يكون هنالك النيل الاحمر. · لا تشعلوا نار الفتنة بين الجيش وقوات الدعم السريع.. الفلول يسعون لذلك. · لا تحققوا للنظام البائد اهدافه في اشتباك الجيش والدعم السريع. · لا تعطوا فرصة لغير العقلاء في هذا التوقيت الصعب. · الذين يشعلون نار الفتنة عليهم أن يعلموا انهم اول من سيدفع ثمن ذلك. · إذا حدثت فوضى فإن الفلول هم أكبر المتضررين منها.. هم يحسبون غير ذلك. · حتى الفوضى والحرب لن تعيدا النظام البائد، والدليل على ذلك ان النظام البائد يبعد في كل يوم عن السلطة. · لا الاوضاع الاقتصادية الصعبة ولا النزاعات القبلية التى اشعلوها ولا اغلاق الطرق القومية ولا تكوين الجيوش تجعل الشعب يحن للنظام البائد. · الشعب السوداني في كل كارثة تحدث يلعن النظام البائد. · عليكم ان تعلموا ان فساد النظام البائد بعد سقوطه تضاعف. (4) · بغم. · لكن مع كل هذه المخاطر والمهددات سوف تنتصر الثورة بإذن الله، وسوف تحقق ثورة ديسمبر المجيدة اهدافها التى تفجرت من اجلها. · سوف يأتي الصباح ونصلي الفجر حاضراً في بلاط السلطة المدنية. · ليس أمامنا غير العبور. · وكل الطرق تؤدي إلى (المدنية).
صحيفة الانتباهة
التعليقات مغلقة.