الايام نيوز
الايام نيوز

عثمان جلال يكتب /نعم لشعار لا للحرب

عثمان جلال يكتب /

نعم لشعار لا للحرب

(1)
نعم لا للحرب وهو شعار رباني (كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ) والحرب هي إدارة السياسة بأدوات العنف وكنا نعتقد أن ميراث الأزمة الوطنية المتراكم منذ الاستقلال أورثنا حكمة أن الحوار والتفاوض هو القاعدة الأصولية لإدارة الخلافات بين القوى السياسية الوطنية.
لا للحرب شعار وقائي غايته منع وقوع الحرب بين الجيش الوطني ومليشيا ال دقلو ابتداء وقد رفعت قحت المجلس المركزي الشعار النقيض اما التوقيع علي الإطاري او الحرب.
(2)
وقد وقعت الحرب وكانت الطلقة الأولى من مليشيا آل دقلو وهدف قيادات المليشيا هزيمة وتفكيك الجيش الوطني وإحلال مليشيا الدعم السريع في وظيفته، ثم تمكين حميدتي وأسرته من حكم السودان وراثيا جيلا بعد جيل ، بينما يخوض الحرب الجيش الوطني وقد رفع من قبل شعارات الانسحاب من العملية السياسية والتوافق بين كل القوى السياسية لإدارة عمليات الانتقال السياسي وتكوين جيش قومي ومهني موحد داعم للمشروع الديمقراطي وخاضع للسلطة المدنية المنتخبة من قاعدة المجتمع ولكن السؤال المشروع هل قيادة الجيش صادقة وما هي البدائل أن كانت غير راغبة في التحول الديمقراطي؟؟ البدائل المجربة تكتل كل القوى السياسية وقطاعات المجتمع والانتفاض كما حدث في ثورات ٦٤ و ٨٥ و ٢٠١٨ وحتما ستكون النتيجة انحياز مؤسسة الجيش لارادة الشعب، ولكن بالمقابل فإذا انتصرت مليشيا آل دقلو وابتلعت الدولة السودانية وانتفض الشعب في ثورة سلمية ضدها فإن النتائج ستكون ذات سيناريو النظام العلوي في سوريا، والنظام البعثي في المثلث السني التكريتي في العراق، والتجربة الحوثية في اليمن ومآلات هكذا سيناريو الوقوع في فخاخ الحرب الأهلية وتفكيك وانهيار السودان
(3)
بالتالي نحن مع شعار لا للحرب وجوهره أن تكون نتائج الحرب الحالية سواء بالتفاوض أو المنازلة في الميدان دمج ما تبقى من مليشيا الدعم السريع في المؤسسة العسكرية الام لتكوين جيش وطني واحد ومهني، وتفكيك امبراطورية ال دقلو الاقتصادية، وشبكة علاقاتهم الداخلية والخارجية وإعادتهم إلى نقطة التعادل، اي على مسافة متساوية من الجميع، وتحييد القوة الصلبة في العمل السياسي ، ثم انطلاق الحوار الشامل بين جميع القوى السياسية للتوافق حول محددات إدارة المرحلة الانتقالية وصولا إلى ميس الانتخابات العامة، وهذا يعني العمق الاستراتيجي لشعار لا للحرب.
(4).
اما شعار لا للحرب الذي يستبطن إنقاذ المتمرد حميدتي من الهزيمة في الميدان والتفاوض معه على اساس إعادة تدويره من جديد والاستقواء به من قبل القحاتة فهو الشعار الانتهازي المرفوض والذي يعني إعادة تدوير للصراع القائم في قنان جديدة،.

التعليقات مغلقة.