بقلم. الأستاذ . جمال الدين رمضان المحامي .( من يكسب الرهان ؟!)
بسم الله الرحمن الرحيم .
رؤية في الوضع السياسي الراهن بالسودان .
بقلم. الأستاذ . جمال الدين رمضان المحامي .
( ثورة 19ديسمبر بين التطلعات والتحديات ( 520) .
( من يكسب الرهان ؟!) . في اي سياق يمكن قراءة تداعيات المشهد السياسي الراهن بالبلاد ؟! وذلك في ظل حالة الاستقطاب الحاد المكونات السياسية والتي انقسمت بين مؤيد للقوات المسلحة في حربها الضروس مع قوات الدعم السرييع ؟! وماهي الإثارالتي سوف تترتب في حالة انتصار احد الطرفين علي الاخر ؟! وين تقف الاغلبية الصامتة من حالة الاستقطاب التي تلف المشهد السوداني ؟! وفي المجمل الي اين سوف تتجه بوصلة هذه الحرب في محصلتها النهائية ؟! . هذه الاسئلة مازالت تمثل عنوان عريض لجدل مازال مستعرا ومتواصلا في سماء المشهد السياسي الراهن بالبلاد بين الذين يدعمو ن القوات المسلحة في حربها الضروس مع قوات الدعم السرييع بعد ان دخلت الحرب شهرها الثاني وحيث ما زالت حالة الاستقطاب تجري علي قدم وساق وكل يوم يمر تتسع فيه حلقات ذلك الجدل حتي صار المشهد كله عبثي مثل المشجعبن في مباريات مرة القدم الذين ينتظرون تحقيق النصر الكاسح لفريقه علي نده التقليدي الذي ينازله حتي يسدد له الضربة القاضية والحاسمة ألخ.
بكل تاكيد فان النتائج التي سوف تترتب علي هذا الجدل سوف تكون كارثية ومن جميع الجواتب خاصة الاسلامية والاخلاقية والاعتبارات القومية . وذلك باعتبار الدم الذي يراق في هذه الحرب هو دم سوداني وإن الأطراف المتقاتلة كانت هي التي تحمي وتصون وحدة تراب البلاد وتدافع عن مكتسبات الشعب السوداني وحيث القوات المسلحة وقوات الدعم السرييع كانوا يكملون بعضهم البعض وبتنسيق تام في كل المهام الموكلة البهم من للقيادة العسكرية وحيث لم يظهر طيلة هذه الفترة صفاء تلك العلاقة .
ان حالة الاستنزاف الحاد والتي ضربت الكيانيين سوف تلقي بظلال سالبة علي اداء المؤسستين العسكريتين والتي من المفترض ان تكون القوات المسلحة السودانية هي البوتقة التي تنصهر فيها كل المكونات العسكرية وفي مقدمتها قوات الدعم السرييع وجيوش الحركات المسلحة .وذلك وفقا لا اتفاق سلام جوبا والاتفاق الايطاري .
أيا ما كان الأمر فان نتائج واثار هذه الحرب وبغض النظر عن الطرف المنتصر فيها سوف تكون كارثية وبامتياز وذلك علي خلفية ان الخاسر الحقيقي هو السودان في سيادته ووحدته وفي التدميير الشامل لكل مرافقه الخدمية ومؤسساته السيادية بعد ان تم تدميير كل للبنيات التحتية الاقتصاد الوطني والذي كان يعاني أصلا من حالة الوهن والضعف قبل هذه الحرب . ووفقا بهذا الوصف فان حالة الفقر المدفع باتت هي الصفة البارزة التي تلف المشهد السياسي الراهن . وبامتياز وذلك في ظل انخفاض حجم السبولة المتداولة في السوق السوداني وتذبذب خدمات بنكك وعلي نحو يعلمه القاصي والداني .
ثم ماذا بعد ؟! :
نقول الذين مازالوا يدقون طبول الحرب ويحثون الشعب السوداني ضرورة التضحية والصبر باعتبار ان النصر قد بات وشيكا للقوات المسلحة علي قوات الدعم السرييع . نقول لهولا يجب ان وتتقوا الله في الشعب السوداني الصامد والصابر والذي مازال ممسكا بجمر القضية لأن هذا الشعب الطيب وخاصة الاغلبية الصامتة منه لا ناقة له ولا حمل في مجمل تداعيات هذه الحرب . هذه الحرب تخدم اجنده خاصة بحزب المؤتمر الوطني المحلول وقد ثبت من خلال مجريات هذه الحرب لانهم هم الذين خططوا ودبروا بهذه الحرب والتي لايعلم إلا علام الغيوب بالسيناريو الذي سوف تنتهي عليه هذه الحرب .
من يكسب الرهان :
انصار النظام السابق ومن خلال الحملة الاعلامية الممنهجة لكتابهم من أمثال ضياء الدين بلال الذي اصبح مقيما في قناة الجزيرة يسوق ويقدم شرح مفصل طبعا بلسان الاسلاميين عن مالات هذه الحرب ومعه آخرون من المنتفعين ونافخي الكير . نقول لهولاء سوف تنتصر إرادة الانسان السوداني في هذه الحرب وذلك في ان تكون له قوات مسلحة عقيدتها وولاىها السودان ارضا وشعبا . بعد ان يتم تطهيير هذه اامؤسسة العريقة من الطابور الخامس والمتمثل في التنظيم الاسلامي داخل الجيش . نعم الجيش ليس جيش الكيزان أو جيش البرهان . الجيش يجب ان يكون جيش السودان ليس بالقول الذي لا يسنده الواقع وانما بالمعايشة الحقيقية والتي يجب ان تستقر في وجدان كل السودانيين . وباختلاف توجهاتهم السياسية والعقدية .
لقد تاكد وبما لايدع مجالا الشك بان هذه المؤسسة العريقة قد تم توظيفها خلال الثلاث عقود الماضية حتي تكون مصنعا لتفريخ الضباط الاسلاميين وذلك وفقا للخطط والبرامج التي يضعها التنظيم الاسلامي داخل الجيش .
أيا ما كان الأمر فان المالات التي سوف تنتهي عليها هذه الحرب سوف يتم حسمها عن طريق التفاوض المباشر بين الأطراف المعنية . وذلك تحت المظلة الدولية والاقليمية . طبعا هذا الخيار لايعجب الاسلاميين الذين مازالوا يراهنون علي حتمية الحسم العسكري لقوات الدعم السرييع .
التعليقات مغلقة.