الايام نيوز
الايام نيوز

د. مرتضى الغالي يكتب : صحافة الكتمان وحكاية الانقلاب والحرب والخطة (ب)..!

الصحفي السوداني الألمعي الذي قال إن مركزية الحرية والتغيير هي التي دبّرت الانقلاب ثم استخدمت الخطة (ب) لإشعال الحرب يستحق بغير منازع (وسام ربطة الساق) على يد ملك بريطانيا العظمى إدوارد الأول…!
هل سمع أحدكم من قبل بهذا الاختراع العظيم الذي توصل إليه هذا الصحفي بعد جلسة قال انه عقدها مع قائد الدعم السريع استمرت لثلاث ساعات..؟!

ولكن الصحفي يتحوّل فجأة إلى (سياسي كتوم) ويضن على نفسه ومهنته بأنه يروي محتوى (هذه الخبطة الصحفية) ويأبى أن ينشر لجمهوره على الملأ ما دار فيها من أسرار..أم يا ترى أنه جلس مع قائد مليشيا الدعم السريع رسولاً من جهة سياسة…!!
السادة الاخونجية هم من جاءونا بهذه العجائب..! ومنها شخص اسمه البرهان ومعه عن يمينه وشماله شخصان يحملان اسم عطا وكباشي ومعه رجل من أهل الإنقاذ اسمه “إبراهيم جابر” وآخرون..ثم قالوا إن انقلابهم على الحكم المدني جاء (من اجل إصلاح مسار الفترة الانتقالية)..!

ثم جرّوا على البلاد كل مصائب الدنيا وأطلقوا من قماقم الشر هذه المخلوقات التي خرجت من الكهوف فتنوّعت علينا إبداعات الفتاوي من (رجل تركيا المريض) وإشراقات الخبراء الاستراتيجيين و(انكل توم هجو) وأردول وعسكوري إلى آخر القائمة..ومنهم رجل ينسب نفسه للجيش السوداني قال على الملأ إن الحرب لن تتوقف حتى ولو تم تدمير السودان كله..!! ثم يأتي جنرال من مختطفي الجيش الوطني ليقول للناس: اخرجوا إلى الجيران حتى نقصف بيوتكم…!
.يا ترى ما هو هدف هذه الحرب الذي تفوق أهميته بقاء السودان على وجه الدنيا..؟! لا بد أنه “هدف نبيل” أهم من بقاء الوطن ويجب تحقيقه حتى لو أبيد كل أهل السودان..!
تدبير ربي عظيم..هذه بلاد كما قال “على المك” تموت فيها السلاحف في تسعٍ ويعيش البعوض دهورا..!!

انقلاب البرهان فتح باب الشرور على مصراعيه..فالرجل أطوع من بنان في أيدي الاخونجية..أرادوا له أن يحول بين مدنية الدولة وان يناور ويداور ويكذب ويتجشأ ويحنث بما أقسم عليه حتى لا يسلم الكرسي الذي يجلس عليه للمدنيين أهل الاستحقاق…وظل يكذب طوال الوقت ويعلن عن تأييده للثورة..والله يعلم..والملائكة بين كتفيه يعلمون أنه يكذب..والناس يعلمون أن لجنة الفلول الأمنية هي التي صنعت الانقلاب وجاءت برجل غير معروف إسمه “معروف”..ثم عندما رفضه الشعب جاءت برجل أطوع منه في الانحناء للفلول..ثم اختارت لجنة المخلوع الأمنية إلى جانب البرهان جنرالات “أجارك الله”.. ثم (حدس ما حدس)..!
هذه هي الجماعة التي أدخلتنا في هذه الفظائع التي لم تحدث حتى في (حروب البوير) التي لم تبلغ حد الاستباحة الذي بلغته (هذه الحرب المطلوقة) التي تطرد الناس من بيوتهم وتطردهم منها وتهدمها عليهم وتلغ في دماء النساء والأطفال والشباب والكهول والشيوخ ..وتطلق أيدي مليشيات تبناها الاخونجية من دعم سريع وأمن مركزي وكتائب ظل و”مجاهدين” يجتهدون في تقتيل الناس وتشتيت شمل البلاد..ثم يأتي الصحفي النحرير ليقول إن الحرية والتغيير هي التي صنعت الانقلاب ثم عندما فشل لجأت إلى الخطة (ب) وهي إشعال الحرب من أجل الوصول إلى الحكم المدني..!
هؤلاء القوم يتبادلون العقوق فيما بينهم..ولا تصدر منهم نفحة خير شاردة..فمن أين يأتيهم الخير ومن أين لهم خشية الله ولذع الضمير..؟!..إنهم قوم يتنافسون في الشر والفساد…فمن أين لنافخي الكير فضيلة التواصي بالخير والتناهي عن المنكر..؟! إنهم يتنافسون في السوء ويزداد تعظيمهم لجليسهم كلما أزداد في العتو والكيد والنهب والطغيان والكذب والبهتان..فمن أين لمجالسي إبليس بالنفس اللوامة: (ما عاتب المرء الكريم كنفسه / والمرء يُصلحه الجليس الصالحُ)..!
كل هذه الدماء من أجل ماذا..؟
الصحفيون اللبنانيون يسخرون من أحوال بلادهم ويقولون إن بلادهم منهمكة ومنهكة منذ عام كامل في

“منع انتخاب رئيس جمهورية جديد” خلفاً لميشال عون (ساكن بدروم قصر بعبدا) الذي كان يظهر بين فترة وأخرى ليعلن: (لقد انتصرنا) من دون أن يشرح طبيعة هذا الانتصار..! انتصر في ماذا؟ وكيف؟ ومتى؟ وأين؟ وعلى مَنْ..؟!!
..المجد للثورة وشهدائها الإبرار ولأهل السودان الذين قتلهم الفلول ومليشياتهم وجماعة الانقلاب التي دمّرت الوطن وشرّدت السودانيين في الفيافي والمنافي وتركتهم للرياح السوافي…. الله لا كسّبكم..!
رحمة الله عليك حبيبنا القدال:
شن عندي ليك أنا يا وطن..؟
غير القصيدة الشابي فرعها في الشموخ
هادي الحروف الغنّتك وكتين تناهد روحي..
بين همي العليك وقت المهازل والشروخ
شايف شروقك يا بلد..
والله شوف عينيا..شارف تاني قِدّام البلود التانية
كارب عمّتك
نظرك يشوف قدّامك الخير التطا
لاكا بتقبّل للوراك..لا بجيبك الخايس وَطا
الله لا كسّبكم..!

الجريدة

التعليقات مغلقة.