المدير العام للمركز القومي الأورام بالسودان دفع الله ابو ادريس لـ”عزة برس” نسجل سنويا ما لا يقل عن 30_40 الف حالة جديدة بالسرطان
المدير العام للمركز القومي الأورام بالسودان دفع الله ابو ادريس لـ”عزة برس”
نسجل سنويا ما لا يقل عن 30_40 الف حالة جديدة بالسرطان
توقف العلاج الكيميائي والاشعاعي بالبلاد لأكثر من شهرين
ماكينة واحدة فقط للعلاج الإشعاعي تعمل وهي بمركز خاص بمروي
ارتفعت نسبة الوفيات بعد اندلاع الحرب لهذه الاسباب(…) ولا نستطيع تقدير الأموات
جميع المراكز خرجت عن الخدمة ما عدا (9) مركز ولا يوجد دواء
الرجال اكثر إصابة بالسرطان اذا استثنينا سرطان الثدي ونسبة إصابة الأطفال بلغت 8٪
سمحنا للمراكز الخاصة بشراء الدواء المهرب والتكلفة مشكلة تواجه الفقراء
حوار_خديجة الرحيمة
كشف مدير المركز القومي للاورام بالسودان بروف دفع الله ابو ادريس عن إرتفاع نسبة الإصابة بالسرطان موخرا بصورة كبيرة وقال ابو ادريس في مقابلة مع “عزة برس” ان عدد الحالات التي تسجل سنويا يتراوح ما بين 30_40 الف حالة بالبلاد بجانب حالات التردد مشيرا إلى انقطاع الدواء المتواصل لأكثر من شهرين بسبب الحرب الدائرة في البلاد لافتا إلى صعوبة وضع مرضى السرطان بعد خروج عدد من المراكز عن الخدمة خاصة الخرطوم منوها الى توقف العلاج الإشعاعي بالبلاد نسبة لتعطل الماكينات بمدني وأضاف تعطلت الماكينات بمدني نسبة للضغط الكبير عليها ولا توجد ماكينة علاج إشعاعي بالسودان الا في مروي بمركز خاص وتابع بسبب الحرب خرجت كل المراكز عن الخدمة ما عدا (9) مراكز ولا يوجد دواء
وأوضح ابو ادريس إلى أن نسبة الرجال هي الأكثر إصابة بالمرض حال تم استثناء سرطان الثدي للنساء وان 8٪ من الأطفال بالبلاد مصابين بالسرطان مقرا بإرتفاع نسبة الوفيات عقب إندلاع الحرب وانعدام الأدوية المنقذة للحياة
“عزة” جلست مع مدير المركز القومي للاورام بروف دفع الله ابو ادريس وطرحت عليه العديد من الأسئلة حول الوضع العام للمرضى خاصة بعد اندلاع الحرب التي عليها بكل شفافية فإلى مضابط الحوار:
*في البدء حدثنا عن الوضع العام لمرضى السرطان خاصة في ظل هذه الحرب؟
لا شك بأن الحرب الدائرة لها أثار كبيرة على كل المواطنين خاصة المرضى أصحاب الأمراض المزمنة والحادة كالسرطان الذي يستفحل مع الزمن بسرعة وتأثرت الخدمة كثير جدا بإعتبار أن عدد من المراكز خرجت من الخدمة في الخرطوم لان الخرطوم بها مركز كبير إضافة لوجود أربعة مراكز خاصة كما انها كانت تخدم كثير من ولايات السودان وأصبح على جميع المرضى الان التوجه لمراكز العلاج في الولايات
هنالك محاولات كبيرة جدا قمنا بها على مستوى المركز القومي ووزارة الصحة الاتحادية وكل الجهات التي كانت لديها رغبة في مساعدتنا اذا كانت منظمات دولية او محلية رفعنا لهم حوجتنا وللأسف لم يصلنا دعم منها الا من قطر الخيرية جزاهم الله خير وهو دعم متواضع جدا لا يفي 10٪ من الحوجة لكن شيء خيرا من لا شيء وهنالك محاولات أيضا مع شركات استيراد الأدوية لتوريد الدواء ولكن هذه الشركات تطالب بضمانات مالية وبمحاولات مع الحكومة المصرية حاولنا استلام أدوية ولكن هذه المحاولات انصدمت بالقوانين المصرية لتصدير المستورد اذا لا يمكن والان خطوتنا القادمة استيراد أدوية عبر شركة الحكمة قادمة من مصانع الحكمة بالأردن وهذه نعول عليها لتخفيف الضائقة الحقيقية
*الرعاية الطبية بالمراكز وماذا تقدمون للمرضى في ظل انعدام وندرة الادوية؟
واجهتنا مشكلة كبيرة في توفير الدواء لأن الدواء الذي كان يوزع لهذه المراكز يأتي من الخرطوم توقف سوا كان في الإمدادات الطبية او مخازن مستشفى الأورام بالخرطوم وأصبح لزاما على الجميع أن تتعالج من الدواء المخصص للمراكز الولائية ونفد كل ما كان موجود من أدوية ولنا اكثر من شهرين وكل المراكز خالية من الدواء وهذه معاناة كبيرة جدا وهذا في جانب العلاج الكيميائي اما في جانب العلاج الإشعاعي فالأمر أسواء لأن العلاج الإشعاعي متوفر في كل من الخرطوم ومدني ومركز خاص بالخرطوم ومركز خاص في مروي ومراكز الخرطوم خرجت من الخدمة وأصبح على مركز مروي ومدني تحمل العبء كاملا في خدمة الإشعاع وللأسف مع الضغط الشديد على العلاج في مدني تعطل ماكينة واصبحت ماكينة واحدة فقط تعمل وتوقفت الأخرى أيضا فخرجت مدني عن الخدمة والان لا توجد خدمة علاج إشعاعي الا في ماكينة واحدة في مروي وهو علاج خاص
*السعة الإستيعابية للمراكز بالسودان وكم يبلغ العدد الكلي للمراكز؟
في السنين الماضية قام المركز القومي بفتح عدد من المراكز في الولايات وهذه الخارطة هي إلتي أخرجتنا من الورطة الكبيرة التي نعيشها اليوم
وقمنا بإنشاء مراكز في دارفور في كل من نيالا والفاشر ومركز في كردفان بالأبيض ومراكز في شرق السودان ببورتسودان وكسلا والقضارف إضافة لمركز الجزيرة وهنالك مراكز في الولايات الشمالية بشندي ودنقلا كما أن هنالك مركز خاص في مروي يتبع لصندوق الضمان الاجتماعي ومركز بكوستي المناقل وهذه المراكز تحملت العبء كاملا لكل المرضى الذين كانوا يتعالجون في الخرطوم
والمراكز العاملة حاليا (9) مركز وبدأ مركز الأبيض العمل يوما واحدا في الأسبوع لدواعي أمنية كذلك مركز الفاشر كان متوقف تماما استطاع الاطباء الوصول لمكان الدواء وأخراجه والان يعملون بالناحية الجنوبية للفاشر ونتوقع البدء في علاج المرضى في هذا الأسبوع ولا نتوقع ان يعمل مركز نيالا بسبب الاوضاع الأمنية
- انتشار المرض بالبلاد وما هي أكثر الأنواع انتشاراََ؟
السرطان من الأمراض العصرية التي تنتشر بكثافة في كل دول العالم وليس السودان فقط وهذا المرض لا يفرق بين الدول ولا الوضع الاجتماعي والديني والثقافي لأي شخص هناك ازدياد عالمي وإزدياد بالسودان
اكثر الأنواع إنتشارا سرطان الثدي في النساء البروستات في الرجال وأكثر فئة مصابة بالسرطان في البلاد هم الرجال إذا استثنينا الثدي 8٪ من المصابين بالسرطان في السودان هم فئة الأطفال وأكثر الانواع إنتشار لديهم سرطان الدم والعدد الليمفاوية والدماغ ولدينا قسم أطفال بمدني وقسم أطفال بالخرطوم تم إغلاقه بسبب الحرب والان المركز الوحيد الذي يستقبل أطفال في السودان هو مركز مدني
وفي أمراض الدم المزمن كانوا يتلقون العلاج مجانا من مانحين على مدار عشرين عاما ومعظمهم من فئة الكبار وهذا أيضا توقف
*وهل بالفعل أن الولاية الشمالية هي الأكثر إنتشارا من حيث المرض نسبة لوجود نفايات هناك؟
إنتشار السرطان في الشمالية هذا قول قديم جدا تم نفيه تماما وكان عبارة عن أخطاء احصائية وبعض المرضى القادمين إلى الخرطوم عندما يسألوهم من أين أنتم يقولون من الشمالية وقد لا يكون مولود بالشمالية وتمت دراسات كثيرة حول هذا الأمر ولم يثبت وجود أي نفايات بالولاية الشمالية
- استخدام الكيمائيات في التعدين التقليدي ومخلفات المواد البترولية ادى الى إرتفاع نسبة المرض تعليقك؟
التعدين التقليدي له خطورته ولا يوجد شك في ذلك وعلى الجميع أن يبتعدو من مناطق الخطر ولا توجد اي دراسة تحققت في السودان لإثبات ذلك ولكن الدراسات العالمية أثبتت ذلك - وزارة الصحة بإعتبارها الجهة المسؤولة ما هي التدابير التي تضعها للتخفيف من هذا المرض وكيف تسعى لمسألة توفير الدواء ؟
ظل العلاج الكيميائي مجانا في البلاد منذ مبادرة الرئيس السابق في العام 2005 والان المرضى مضطرون للتحويل من خدمة مجانية إلى خدمة مدفوعة الأجر والدواء في المراكز الخاصة بمدني وبعض المدن الأخرى يأتي بطرق التهريب والمرضى مضطرين لأخذ هذا الدواء لأنه لا يوجد بديل واصعب شيء للمريض ان تقول له لا يوجد ويصبح له الجرح جرحين لذلك سمحنا للمراكز الخاصة بشراء الدواء بأي طريقة كي لا ينعدم الدواء ولكن اصبحت المشكلة تواجه الفقراء الذين ليس لديهم مقدرة لسداد فاتورة الدواء ونناشد بدعم هذه الفئة ونتمنى أن تصل الأدوية التي نسقت المالية ووزارة الصحة لشرائها دواء مباشر من شركة الحكمة ان تصل بأسرع فرصة ممكنة حتى يتوفر الدواء مجانا - هناك اشكالية في مركزية العلاج الإشعاعي بالخرطوم وودمدني وهذه مشكلة قائمة وتحدث تكدس كبير من قدوم المرضى من الولايات هل هناك ترتيبات لمعاجة تخفيف الضغط؟
السبب هو ارتفاع تكلفة العلاج لذلك لم نستطع إضافة الا مروي عبر صندوق الضمان الاجتماعي لجلب جهاز بمروي وسعينا مع الدولة لإنشاء مركز في كل إقليم ولكن التدفقات المالية خلال الأربعة سنوات الماضية كانت ضعيفة جدا حتى في التسيير ولا توجد اي تنمية حلال هذه السنوات - احصائية بحجم مرضى السرطان بالسودان وعدد الحالات التي تسجل شهريا وما هي أكثر الفئات إصابة؟
السودان يسجل سنويا 20 الف حالة جديدة بجانب وجود 30 الف حالة تردد حيث يبلغ العدد الكلى سنويا ما بين 50 الف حالة بالبلاد هذه الاحصاءات ليست دقيقة لانه من الصعب بالسودان عمل احصاءات دقيقة الا بعدد المرضى المترددين على المراكز هناك حالات هاجرت وحالات لم ترد إلى المراكز ونتوقع بأن السودان يسجل ما بين 30_40 الف حالة سنويا
*ذكرت بأن العلاج منقطع اكثر من شهرين وهذا بالطبع سيحدث انتكاسة للمرضى هل هناك حالات وفاة بسبب ذلك وبكم تقدر؟
نعم هناك زيادة أثناء الحرب انا قبل الحرب لا يوجد زيادة ولا نستطيع تقدير الأموات لان كثير من حالات الوفيات حدثت خارج مركز الأورام
- ما هي التحديات التي تواجهكم وخطتكم المستقبلية لمعالجة هذه الاشكاليات؟
الحمد لله التدبير التي وضعناها في السابق لنشر المراكز بالولايات أسهم كبير جدا في امتصاص صدمة خروج الخرطوم من الخدمة كذلك ما يقوم بها المجلس القومي للتخصصات الطبي السوداني وانا رئيس دائرة الأورام من تدريس وتخريج كوادر متخصصة للاورام اسهم كثيرا جدا في سد فجوة الاختصاصين في السودان وتعويض نزيف الخبرات السودانية للدول المجاورة
وبالرغم من ان لدينا هجرة كبيرة للاخصائيين الحمد لله يتم تخريج من 5_10 اخصائيين جدد سنويا للتعويض عن الذين هاجروا وهذه هي التدبير التي نجحت في هذه الفترة ونشكر جميع الكوادر العاملة في ظل هذه الحرب وبدون مرتبات لمساعدة المرضى وعلاجهم وهم يترحلون من بيوتهم من جيوبهم الفارغة وكلهم يعملون بجهد واجتهاد إلى جانب القوات المسلحة التى تعمل جاهد لدحر التمرد ونسأل الله أن يخفف على البلاد والعباد
التعليقات مغلقة.