للحديث بقية عبد الخالق بادى هل اقترب تصنيف المتمردين ك (مجموعة إرهابية)
للحديث بقية
عبد الخالق بادى
هل اقترب تصنيف المتمردين ك (مجموعة إرهابية)
كما ذكرنا قبل ذلك فإن الطريقة التي تم بها فض اعتصام القيادة العامة فى٢٠١٩م ،ونتج عنها قتل المئات من الثوار والشباب وجرح وفقد المئات، لا تشبه إلا طريقة ونهج المليشيا المتمردة فى الاعتداء الوحشة على القرى والمواطنين العزل منذ سنوات.
نعم فلا يمكن أن يقتل الجيش الوطنى والشرطة المواطنين مهما كانت الأسباب ، فهى قوات محترفة ومهنية دورها حماية المواطن والبلد والحفاظ على الأرواح والممتلكات ، لذا فإن تأكيدات الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش أمس السبت من مدينة الحديد والنار (عطبرة) بأن المليشيا المتمردة هى من فضت اعتصام القيادة بالقوة وقتلت وجرحت المئات من الشباب الذين صنعوا ثورة ديسمبر ،حيث جاءت لتؤكد ماذهبنا إليه فى مقال سابق بتخطيط وتنفيذ المليشيا لجريمة فضل الاعتصام.
إن تصريحات البرهان أمس بعطبرة كافية لإدانة المليشيا المتمردة وتحميلها المسؤولية كاملة فى قضية قتل المعتصمين أمام القيادة العامة ،وهوخير شاهد عليها ،كما أن هنالك الكثير من الأدلة والفيديوهات ومئات الشهود الذين يعضدون كلام البرهان .
ترى ماذا سيقول نبيل أديب رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق فى قضية فض إعتصام القيادة العامة،( والذى كما نعلم هرب مع الهاربين إلى الخارج) فيما قاله الفريق البرهان ، فالرجل ظل ولأكثر من عامين يحقق حتى انتهت مرحلة التحقيق وسماع الشهود دون أن يوجه الاتهام لأى جهة،وهذا يؤكد أحد أمرين، إما أنه باع القضية بثمن بخس (كما فعل الكثير من السياسيين والصحفيين والناشطين)، أو أنه رجل ضعيف لا يقوى على قول الحقيقة ،ولا يستحق أن يكلف بقضيةمصيرية بهذه الأهمية.
وهنا يبرز سؤال مهم ،وهو هل الأحزاب والحركات والتنظيمات واللجان المهنية والصحفيين المتواطئين مع المليشيا المتمردة على علم بأنها هى من خطط وقتل المعتصمين ؟ من المؤكد أنه إن لم يكن جلهم فاغلبهم كانوا علم تام بذلك، والدليل إخلاء بعض الأحزاب والحركات لمواقعها بمقر الاعتصام قبيل ساعات من فضه بتلك الصورة الهمجيةوالبربرية، أما الزوبعة التى أثارتها بعض أحزاب الحرية والتغيير وهجوم بعضهم على لجنة فض الاعتصام عندما تباطأت تحقيقاتها،بل يمكن أن أقول أنه حتى عملية اعتقال عدد من منسوبى أحزاب الحرية والتغيير يوم انقلاب ال٢٥ من اكتوبر ٢٠٢١م ،كان كل ذلك عبارة عن مسرحية سيئة التمثيل والإخراج،بدليل أن أغلبهم تم إيداعهم سجن سوبا والذى كان تحت سيطرة المليشيا المتمردة ،كما أن الاعتقال كان بواسطة أفراد يتبعون للمليشيا المتمردة .
نعود ونقول وكما ذكرنا في مقال سابق،أن المجتمع الدولى وعلى رأسه(أمريكا،بريطانيا،ألمانيا) وبعد مشاركة البرهان فى الدورة(٧٨) للجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخرا وشرحه لحقيقة الوضع بالسودان ومطالبته بتصنيف المليشيا المتمردة (مجموعة إرهابية)، إضافة للقائه بالعديد من رؤساء وزعماء الدول ، فقد تغير موقف الكثير من الدول تجاه ما يحدث فى السودان من تخريب وتدمير ممنهج،وعلمت من المتسبب فى الحرب و عمل على تقويض الحكم المدنى الديمقراطى.
فالخطوة التى قامت بها (أمريكا، بريطانيا وألمانيا ودول أخرى) أمس السبت،بمخاطبة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ،بضرورة إجراء تحقيق فى السودان ومزاعم إحتلال المليشيا لمنازل المواطنين (حسب ما جاء فى الخطاب) وارتكاب انتهاكات ضدهم ،وكذلك إرتكاب جرائم إبادة جماعية بغرب دارفور من قبل المتمردين فى الحرب التى بدأهتها المليشيا المتمردة منذ ال١٥من أبريل الماضى.
فهذه الخطوة تعتبر من أهم نتائج خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وزيارته لأمريكا ودول إقليمية خلال الشهر الماضي،يضاف إليها العقوبات التى أصدرتها أمريكا ضد المتهم على كرتى وشركات تصنيع سلاح تابعة للمليشيا، ولا أعتقد أن العقوبات والاجراءات القانونية والعقوبات ضد المليشيا وأعوانها ستقف عند ذلك،فهناك إجراءات أمريكية وأممية وربما من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى يتوقع أن تصدر ضدها قريبا ، واحتمال كبير وبمجرد التحقق من الانتهاكات التى ارتكبتها المليشيا أن يتم تصنيفها(مجموعة إرهابية).
ويتزامن كل ذلك مع استعداد عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة لزيارة المملكة العربية السعودية(أجلت أكثر من مرة)،والتى تأتى وفق معطيات جديدة تفرض نفسها وتصب فى صالح القوات المسلحة وصالح الوطن، ولا أعتقد أن منبر جدة سيبقى كما كان منبرا تفاوضيا بين طرفين، لأن الطرف الآخر(المليشيا) أصبح غير موجود وقائده فى عداد الموتى، فستتحول جدة إلى منبر يناقش كيفية إخراج ماتبقى من المتمردين من بيوت المواطنين والمستشفيات ،وسيناقش أيضاً قضية إعادة إعمار مادمره المتمردون من بنيات ومؤسسات وكيفية تعويض المتضررين من الحرب.
التعليقات مغلقة.