الايام نيوز
الايام نيوز

عثمان جلال يكتب/ بين مراجعات البرهان وانتهازية قيادات قحت المجلس المركزي

عثمان جلال يكتب/

بين مراجعات البرهان وانتهازية قيادات قحت المجلس المركزي

(١).
صرح الفريق البرهان ان مرتزقة آل دقلو متورطة في فض اعتصام القيادة العامة في يونيو ٢٠١٩، وهي ايضا متورطة في قتل المتظاهرين في انتفاضة سبتمبر ٢٠١٣م وكل جرائم الحرب في دارفور منذ تاسيس هذه المليشيا الارهابية.
ردت قيادات قحت المجلس المركزي كيف تم ذلك ومليشيا الدعم السريع تتبع للجيش والبرهان قائد الجيش؟
ثم استدركت لماذا الاعتراف الان بعد اندلاع الحرب بين الجيش ومرتزقة ال دقلو؟ اسئلة منطقية وتصريحات البرهان توحي بأن مليشيا ال دقلو كانت تشكل دولة داخل الدولة ، وجيش داخل الجيش ،ولكن لئن تأتي هذه الاعترافات متأخرة خير من ان لا تأتي ومراجعات الفريق البرهان لانحرافات المرحلة الانتقالية بدأت بالقرارات التصحيحية في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١، ثم دعوته للقوى السياسية الوطنية للتوافق واستلام مهام المرحلة الانتقالية ثم اعلانه انسحاب المؤسسة العسكرية من العملية السياسية ورفضه التوقيع النهائي على الاتفاق الاطاريء لانه سيؤدي الى اعادة انتاج الازمة الثورية والتدحرج نحو الفوضى الخلاقة والحرب الاهلية في السودان، ثم اصراره على دمج مليشيا الدعم السريع في الجيش خلال عامين وفي سعيه لنزع فتيل الازمة دفع بمبادرة انسحاب وترجل كل قيادات المكون العسكري والمدني وافساح المجال لقيادات جديدة، والبرهان القائد الوحيد الذي رسم دوره بعد تسليم السلطة لحكومة منتخبة وهو ادارة مزرعته في قريته بولاية نهر النيل ، وفي سعيه لتجنب الحرب بين الجيش ومرتزقة ال دقلو دعا لتكوين لجنة للتحقيق في احداث الاشتبكات في المدينة الرياضية صبيحة يوم ١٥ ابريل ٢٠٢٣ قبل استهدافه الشخصي في بيت الضيافة واستيقانه بمؤامرة الانقلاب الشامل لآل دقلو وقحت والامارات والرباعية والثلاثية الدولية ، وغيرهم من الرقيق السياسي عبدة الدراهم الاماراتية والسبائك الذهبية الدقلوية.
(٢).
في المقابل ما هي المراجعات الفكرية والسياسية لقوى الحرية والتغيير تجاه ثورة ديسمبر والازمة الثورية التي أفرزتها؟؟
توقع الشعب السوداني ان قحت التي خاضت النضال ضد النظام السابق منذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩م تمتلك رؤية ورسالة وقيم وسياسات واستراتيجة واهداف شاملة وقيادات مؤهلة لادارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية والانتخابات حتى انجاز الثورة الديمقراطية المستدامة ، ولكن حصاد تجربة ما بعد انتفاضة ديمسبر ٢٠١٨ برهنت ان احزاب قحت كانت في الكريبة ، وان رموزها لا تملك من ادوات الفكر القيادي والسياسي وادارة الدولة الا كما يمسك الماء الغرابيل محض مجموعة من الناشطين الانتهازيين الطامعين في السلطة على الشيوع.
لقد استبان ان الثورة لدى قيادات قحت محض رمرمة لا تمايز بين الخبيث والطيب من الادوات وغايتها السلطة المطلقة فبدأت باحتكار الثورة، واحتكار التفاوض مع المكون العسكري والولولة بعد فض الاعتصام
ثم العودة وابرام الاتفاق السياسي والوثيقة الدستورية مع المكون العسكري ، ثم تشكيل حكومة كفاءات وطنية تكتيكا ثم ابتلاع مؤسسات المرحلة الانتقالية ، وتجريف وهدم كل محرمات المجتمع السوداني والتي بدأت بتغيير قوانين الاسرة والاحوال الشخصية والمناهج الدراسية وانتهت بتقنين حقوق المثلية والشواذ وكانت النتائج الحتمية تشظي هذا التحالف الانتهازي وتنامي نزعات الاستقطاب الهوياتي وسط المجتمعات السودانية وقبل الوقوع في فخ حرب الكل ضد الكل فضت الشراكة التي شيدت على شفا جرف هار
(٣).
فما هي المراجعات التي انجزتها قيادات قحت لمعالجة الازمة الثورية عقب فض الشراكة في اكتوبر ٢٠٢١م؟؟
تصميم الاتفاق الاطاريء والاستقطاب الانتقائي للقوى السياسي، ثم تقسيم الشركاء الى قوى الثورى، وقوى الانتقال مما ادى لاستمرار حالة الاستقطاب الحاد وسط القوى السياسية والمجتمعية، ورفضت قحت انضمام بعض القوى السياسية والتوقيع على مسودة الاطاريء بزرائعية الاغراق، وكيكة السلطة لا تسع الجميع.
والانكى ان تهافت قيادات قحت لاعادة شراكة السلطة مع المكون العسكري كانت ثمرته المريرة انهاء الحياد الايجابي للجيش والدعم السريع تجاه المرحلة الانتقالية ، وتنامي حدة الاستقطاب بين الجيش والدعم السريع لان وثيقة الاتفاق الاطاريء عظمت الادوار السياسية والاقتصادية للمليشيا وأرجأت دمجها في الجيش بعد عشر سنوات ، وكذلك منحت الوثيقة الهالك حميدتي واسرته الشرعية الاقليمية والدولية
بينما حرمت الوثيقة الجيش والشرطة وجهاز المخابرات من النشاط الاقتصادي والاستثماري.
(٤).
فما هي المعالجة الثورية والاخلاقية التي صنعتها قيادات قحت المجلس المركزي لبناء الاجماع والشرعية حول وثيقة الاتفاق الاطاريء؟؟
التحالف مع بندقية مليشيا آل دقلو، والامارات والرباعية والثلاثية الدولية ،وكانت ثمرة هذا التحالف الحرب المدمرة ضد الجيش والمجتمع والدولة والهوية السودانية
والمخزي ان قيادات قحت تتوهم ان انتصار اسرة ال دقلو الارستقراطية في الحرب سيثمر مشروعا ديمقراطيا يسر الناظرين انها نكتة العصر بتعبير الناشطة السياسية اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان
لقد اخطأ الفريق البرهان خلال المرحلة الانتقالية واستدرك الاخطاء بالمراجعات، وبقيادته لمعركة الكرامة حتى تصفية مليشيا ال دقلو من الجذور
لقد رفض البرهان بكبرياء الوطن وشرف الجندية املاءات دويلة الشر الامارات الطامعة في الهيمنة على موانيء وموارد السودان، وتفكيك بنية نسيجه المجتمعية والهوياتية ، بينما رضخ المرتزق الدولي حميدتي وخلفه قيادات قحت مقابل الحكم الاستبدادي المطلق.
لذلك من حق الشعب السوداني مراجعة ومحاسبة البرهان بعد حسم المعركة على تضخم مليشيا ال دقلو خلال فترة قيادته للجيش ،ولكن ذات الشعب سيحاسب قحت المجلس المركزي وقياداتها على الخيبة والخذلان والعمالة والارتزاق .

التعليقات مغلقة.