الايام نيوز
الايام نيوز

للحديث بقيةعبد الخالق بادى الوجود الأجنبى أطال أمدالحرب!!

للحديث بقية
عبد الخالق بادى
الوجود الأجنبى أطال أمدالحرب!!
المتابع لمجريات الحرب بسبب تمرد المليشيا منذ الخامس عشر من أبريل الماضى وحتى الآن،يلاحظ انحسار كبير للقوات الأساسية والمرتزقة المستجلبين من بعض دول الجوار، وذلك بسبب العمليات العسكرية المحكمة للجيش والتى جعلتهم ما بين قتيل وهارب.
وبحسب التقييم العملياتى والعسكري( لمحللين وقادة عسكريين) فإن المعركة الاساسيةمع المليشيا المتمردة قد انتهت منذ اشهر وبهزيمتها ،بدليل أن كل مقراتها والكثير من ارتكازاتها بولاية الخرطوم دمرت،وما يتم الآن (بحسب مراقبين) مجرد عمليات تمشيطية لجيوب وعناصر مختبئة داخل منازل المواطنين وبنايات مدنية.
ولكن هنالك سؤال مهم يتبادر فى ذهن الكثيرين وهو، طالما أن المعركة الأساسية قد انتهت لصالح الجيش،فلماذا طال أمد الحرب ولم تحسم بشكل نهائى يمكن كل من أخرج من دياره قسراً العودة إليها؟ والإجابة على هذا السؤال لكل متابع للأحداث لا تحتاج إلى كثير عناء.
فاطالة أمد الحرب واستمرارها لثمانيةأشهر سببه الأول والأخير فوضى الوجود الأجنبى التى تسبب فيها رموز واتباع العهد البائد،بعد أن منحوا عشرات الآلاف من الأجانب ارقام وطنية وجعلوا الجواز السودانى سلعة رخيصة تباع فى الأسواق والأزقة والبيوت والأندية، لتستغل المليشياالمتمردة الأعداد الكبيرة من الأجانب الموجودة بالسودان والقادمةمن دول عربية وافريقية بالذات الموجودين بالخرطوم وقامت بتجنيدهم وتسليحهم للقتال بجانبها.
وبحسب آخر احصائية للوجود الأجنبى قبل سنوات ،فان عدد الوجود الأجنبي( الشرعي مجازاً) بولاية الخرطوم ب( 1.138.242) وعدد الأجانب غير الشرعيين ب( 3.683.000) ،والمعروف أن الوجود الأجنبى بولاية الخرطوم أكبر من باقي ولايات السودان، حيث يوجد في ولاية الخرطوم (4.683.000) نسمة من جملة الوجود الأجنبي في السودان والبالغ عددهم( 6.243.646) أى بنسبة70% تقريباً.
وطبعاً من المؤكد أن عدد الاجانب بالخرطوم وعموم السودان،سواء غير الشرعيين أو من تمت شرعنة وجودهم بالارقام الوطنية( المزيفة) خلال الأربع سنين الماضية تضاعف كثيراً ، بعد أن استجلبت المليشيا المتمردة الكثير من المرتزقة الأجانب من تشاد والنيجر والكميرون وأفريقيا الوسطى وليبيا وغيرها، للقتال معها ،كما أغرت الكثير من الأجانب الموجودين بالخرطوم منذ عقود بالمال تارة والارهاب تارة أخرى لمحارلة الجيش، خصوصاً بعد أن فقدت الآلاف من مقاتليها الأساسيين نتيجة الضربات المحكمة للجيش عبر الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة والمسيرات.
قتال الأجانب بجانب المليشيا لا يحتاج إلى بينات كثيرة،فالكثير من الفيديوهات وثقت ذلك،وهنالك اعترافات مسجلة لأجانب تم القبض عليهم سواء مقاتلين أو متعاونين وداعمين للمليشيا بوسائل مختلفة،وهذا مما دفع قوات العمل الخاص بإرسال تحذيرات وتوجيه إنذارات شديدة اللهجة للأجانب الذين يقاتلون مع المتمردين بالاستسلام وتسليم أسلحتهم، أو مواجهة المصير المحتوم، كما أن الخلافات والمعارك التى نشبت قبل أيام بين أجانب من دولة مجاورة مع عناصر للمليشيا بسبب تماديها فى استغلالهم كوقود للحرب، فتمردت عليهم ما هى إلا برهان على ماذكرناه .
عليه فإن دخول الأجانب الحرب وقتالهم مع المليشيا المتمردة تسبب فى إطالة أمد الحرب ،خصوصاً فى الخرطوم ، فأصبح كل أجنبى مقيم بالخرطوم متهم بالتواطؤ والتعاون مع المتمردين ، وقد لاحظنا أن العديد منهم خرج من العاصمة صوب ولايات مجاورة ،وهذا مما يتطلب التعامل بحذر والتدقيق فى هوياتهم ،علما بأن الكثير منهم إقامتهم غير شرعية أو يحمل أوراق ثبوتية حصل عليها بدون وجه حق(مزيفة).
نعود ونؤكد أن الوجود الأجنبى الغير شرعي والذى تسبب فيه رموز من الحزب المحلول طوال عقود ، مثل قنبلة موقوتة ومهدد أمنى حقيقى للمواطنين قبل وأثناء الحرب،واقرب دليل (إضافة للقتال مع المتمردين)، عمليات النهب والسلب التى طالت ممتلكات المواطنين فى عموم الخرطوم ،والتى كان ومازال وراءها الكثير من الأجانب ، ونحذر المواطنين من التعامل العفوى مع الوجود الأجنبى ،والذى من المؤكد انه(بعد انتهاء الحرب وانتصار الجيش بإذن الله) يحتاج إلى مراجعة وفحص ،بعد أن كشفت الحرب عن مساوئه ،والتى دفع ثمنها المواطن الغلبان وحده ،يجب أن نكون نحن كمواطنين واعين لما يضمره البعض من شر تجاهنا وتجاه بلدنا ،كفاية لا مبالاة وسذاجة .

التعليقات مغلقة.