الايام نيوز
الايام نيوز

د. معتز صديق الحسن يكتب طـرقـات بـربـر والأشـجــار الضــالة

بسم الله الرحمن الرحيم
جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
[email protected]

طـرقـات بـربـر والأشـجــار الضــالة

وأنت تتجول في الطرقات الرئيسة لكل محلية بربر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها سواءً كنت ماشيًا على الأقدام أو مستغلًا لأي من دواب الأنعام والسيارات.

فإن أكثر ما يلفت ويؤذي انتباهك -للأسف- المشاهدة القبيحة للانتشار الكبير لأشجار “المسكيت” و”العُشر” إضافة إلى كثير من السدر وكل ذلك بدلًا عن خضرة الشجر الحسن.

في حين أنه كان يتم تنظيفها سنويًا -أي تلك الأشجار المؤذية- من مجاري السيول والأمطار فلِمَ لا تنظف الأن من شوارع أسفلتها الرئيسة ومن مرافقها العامة وسكك حديدها ومن مقابرها حتى؟

فمن يريد لثقافة المنظر الدميم أن تسود في طرقات المدينة الرئيسة -دعك عن الفرعية- خاصة وأنه وإلى وقت قريب فقد كانت تشتهر مدينتنا بأنها نظيفة بعض الشيء مقارنة مع المدن الأخرى؟

إذًا وبمثل ما تحارَب الكلاب الضالة رميًا بالرصاص فلماذا لا نحارب تلك الأشجار الضالة والضارة في سائر أرجاء المحلية بالإسراع في إرسال الآليات الثقيلة لاقتلاعها من جذورها؟

فللحق إن محلية بربر محلية التمور والنخيل ومن باب أولى أن تزدهي طرقاتها ومرافقها العامة بانتشار صفوف النخل الباسقات وسائر الأشجار المثمرة (لتساقط علينا ثمرًا جنيًا).

وإن لم نتمكن من زراعة كل واجهات المدينة وطرقاتها في حضرها وريفها بالأشجار المثمرة -كما أسلفنا- فأضعف الإيمان أن تكون خالية من المناظر الدميمة ونميط آذاها بخلوها من الأشواك.

نسمع بالعبارة شيء خيرٌ من لا شيء لكن وحال شوارعنا بهذا السوء فإن الأجدى ماهو ضد العبارة تمامًا: (لا شيء خير من شيء) أي لا شيء بالنظافة التامة خير من شيء ملؤه الأشواك والأوساخ.

وعليه كم نتمنى وبمثل ما تغنى شعراؤنا لنخيل الباوقة أنه متى نغنى ومن نخيل كل طرقات محلية بربر لمحة ومقتدون في ذلك كمسؤولين ومواطنين بجامعة عبد الله البدري بمنطقة القدواب.

إذ إنها تقوم بغرس النخيل في كل كلياتها والطرق المؤدية إليها فيستفيد من ثمارها طلابها وطالباتها قبل العاملين فيها وعليها إضافةً إلى ميزات الاستفادة من ظلها ومن جمالها ومن … ومن …

فيا أيها السيد المدير التنفيذي لتكن ضربة البداية للنظافة من أمام وداخل الحديقة التي تمر بها يوميًا قبل أن تدلف منها مباشرة لبوابة محليتكم والنداء والمناشدة تمتد أيضًا لكل رؤوساء لجان الخدمات المناطقية في الحضر والريف.

ولنشمر عن سواعد الجد باقتلاع تلك المناظر الضارة من “المسكيت” و”العُشر” والسدر وهي في بداياتها الصغيرة قبل أن تصير غابات تصعُب وترهق تكاليف عمليات محاربتها والقضاء عليها.

أيضًا يا مواطني المحلية من داخل وأمام بيوتنا ومزارعنا فلنساهم في هذه الحملة باقتلاع تلك الأشجار وهي صغيرة بأيدينا أو بالمقدور عليه من معداتنا البسيطة من “مناجل” و”طواري” وفؤوس.

لأن هذه الأشجار الضالة قبل أن تكون سرطانًا وسعارًا يصيب الأرض ويشوهها فهي أيضًا سعارٌ يصيب الأعين قبل الأنفس إذًا فلنصطف جميعنا لمحاربتها وفيها لن يقول لكم أحد “أوعك” تقطع صفقة شجرة. هذا وبالله التوفيق. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

التعليقات مغلقة.