شهر الجهاد
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
شهر الجهاد
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
اليوم غرة رمضان لعام (١٤٤٤) هجري. نبارك للأمة الإسلامية عامة والشعب السوداني خاصة قدوم هذا الشهر. ونبتهل للواحد الديان أن يحفظ بلادنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. لذا وصيتنا للعامة بأن رمضان شهر جهاد. فيه نزل القرآن. وأعز الله الإسلام ببدر. وما أشد حاجتنا لبدر أخرى. لقد أعاد التاريخ نفسه. ها نحن الآن ما بين سندان الكفر (فولكر) ومطرقة النفاق (قحت).
ليكن الجهاد بمفهومه الشامل بوصلتنا في هذا الشهر المبارك. أكثروا من تلاوة القرآن والدعاء. أروهم التزاحم في الصلاة. والتراحم في الإنفاق. ليكن حرصهم على الدنيا دافعا إيمانيا لجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين. لتكن طاعتهم العمياء لفولكر حافزا قويا لطاعة رب فولكر. ليكن تجمعهم في أندية منكرهم قوة دفع لإعادة دور المسجد في حياة المجتمع. تيقنوا بأن النصر ما هو إلا صبر ساعة. ورب الكعبة يقيني بربها أن دابر القوم مقطوع لا محالة طال الزمن أم قصر. وخلاصة الأمر كونوا على يقين بأن من سار على طريق الحبيب عليه الصلاة والسلام جامع ما بين بالإنابة والإجابة.
الخميس ٢٠٢٣/٣/٢٣
حكومة فولكر
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
عندما نطق فولكر بلسان الحال: (اليوم أكملت لكم مصيبتي. ورضيت لكم الإطاري حكما). تهللت أسارير قحت بشقيها المدني والعسكري. بل ذهبت أكثر من ذلك وضربت مواعيد عرقوب مع الشارع لتكوين الحكومة في إبريل القادم. وفي تقديري هذا الميعاد بالونة إختبار. والدليل ما رشح من أنباء تتحدث عن تأجيل الإعلان. وكيف لا تتراجع قحت والبرهان كما نقلت عنه صحيفة الصيحة قوله: (إن البلاد ماضية نحو التسوية والانتقال السياسي. الذي أكد أنه سيكون مرضياً للجميع. وشدد على وجوب أن تكون العملية السياسية شاملة وتضم جميع القوى. وأشار إلى أن الاستقرار سيتحقق قبل إجراء الانتخابات. داعياً السياسيين إلى تقبل الآخرين). إذن نحن أمام موقفين متناقضين تماما. بل المخيف في الأمر أن الاصطفاف بلغ منتهاه.
البرهان ومن خلفه جميع القوى المرفوضة من فولكر وقحت. إضافة لحركات سلام جوبا. وكذلك القوى التقليدية (الطرق الصوفية والإدارات الأهلية). وفي الطرف الآخر حميدتي وأحزاب قحت المجهرية. عليه لنكن أكثر شفافية في رسم صورة المستقبل المتشائمة بناء على معطيات الواقع. إنه بات في حكم المؤكد أن عملية كسر العظم ما بين الجيش والدعم السريع مسألة وقت. لأن البرهان وحميدتي كل منهما الآن على ظهر شيطان المصالح. وخلاصة الأمر رسالتنا للشارع الصابر بأن ربط حزام الأمان واجب يمليه الواقع. لأن طائرة الفوضى على وشك الإقلاع.
الأربعاء ٢٠٢٣/٣/٢٢
الكواهلة والمجانين
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي (٠١٢١٠٨٠٠٩٩)
درجنا ألا نكتب أكثر من مقال في اليوم..
ولكن هناك أحداث تفرض نفسها بقوة. ومن هذه الأحداث التصادم القبلي في بحر هذا الأسبوع. الذي حدث بين قبيلتي الكواهلة (الحسانية) والمجانين بمنطقة السريحة التي تقع غرب مدينة الدويم بحوالي ستين كيلو متر..
لقد سقط عدد من القتلى من الجانبين.. أولا: نترحم على هؤلاء الذين سقطوا..
ثانيا: ندين ونشحب الذي حدث بين القبيلتين.
ثالثا: نتقدم بالشكر لبقية القبائل بالمنطقة (شنابلة وجوامعة وبزعة وشويحات وكرتان ومايدية وبني جرار ومسلمية وقريشاب وكبابيش… إلخ) لما بذلوه من جهود حثيثة لتهدأة الإمور.
رابعا: الشكر لنظار وعمد ومشايخ وأمراء الكواهلة من جميع أنحاء السودان الذين وقفوا ميدانيا على الأمر بالزيارة المباشرة لموقع الحدث وذلك لنزع فتيل الأزمة قبل الاستفحال.
خامسا: الشكر لقبيلة المجانين نظارة وعمد ومشايخ وطرق صوفية وشباب للاحتكام لصوت العقل.
سادسا: التحية لحكومة الولاية ممثلة في اللجنة الأمنية لمحلية الدويم في التعاطي مع الحدث كما يستحق.
عليه رسالتنا للقبيلتين بأن الذي حدث يعتبر سحابة صيف قد عدت بخيرها وشرها.
وليعلم الجميع بأن الذي يجمع بين القبيلتين أكبر بكثير مما نتصور. هناك تداخل جغرافي وترابط أسرى ومصالح مشتركة يصعب حصرها. لذا نناشد الجميع بالتحلي بالصبر والعقلانية. لقفل باب الفتنة. وطرد شيطان الأزمة.
ومد جسور السماحة والعفو من أجل رتق النسيج الاجتماعي والتعايش السلمي بالمنطقة. وخلاصة الأمر نجزم بأن قوة الإرادة التي عايشها كل من وقف على الحدث بزيارته الميدانية للطرفين كفيلة بإرجاع الإمور كسابق عهدها. بل هناك من تفاءل بخلق أنموذج يحتذى به لحلحلة كثير من القضايا المتشابهة في السودان. ختما نسأله سبحانه وتعالى أن يسدد ويقارب خطى الصلح ليثلج صدور قوم مؤمنين.
الثلاثاء ٢٠٢٣/٣/٢١
التعليقات مغلقة.