صباح محمد الحسن تكتب روسيا وعتبة الوداع !!
لن تثمر الجهود المبذولة او تكون مجدية عملية الطرق على البوابة الروسية المغلقة ، للمرة الثانية بغرض طلب الحماية للذين قُطعت عليهم السبل وغُلّقت الأبواب في وجوههم ، فالمخلوع عندما طرق باب روسيا كان حكمه يلفظ أنفاسه الأخيرة ، واليوم تكرر السلطة الإنقلابية ذات الطلب فقط لتؤكد أن وقفوها على عتبة الوداع اصبح وارداً
فهذه الحرب كما قلنا انها ستكتب نهاية الميليشيات الثلاث ( ميليشيا كرتي وميليشيا دقلو وميليشيا البرهان )
فالبوابة الروسية الذين بداخلها ليس لديهم رغبة كاملة او حماسا للتدخل في الشأن السوداني في الوقت الراهن ، فلو كان لهم ، لكانوا هم المبادرون فالفرصة امام روسيا سٌنحت منذ اول طلقة في الحرب في السودان وكان الطريق امام الدبابة الروسية ممهدا لتعترض مرور العربة الغربية ، ولم تتركها تضع حلولها السياسية كانت عرقلت اتفاق جدة ولو بخطوة واحدة نحو السودان ،
واستجابة روسيا كان توقيتها مناسبا عندما قدم لها الرئيس المخلوع القاعدة العسكرية على طبق من ضعف مقابل حماية نفسه ، لكنها لم تأت مهرولة بالرغم من ان ماقدمه لها كان مغريا ومحفزا ، وترددت بالرغم من ان الطلب كان مقدما من رئيس جمهورية في دولة مستقرة متماسكة لاتعاني عاصمتها الخرطوم حرائق مستعرة ، ولاتشهد الدولة حربا مجهولة المصير ، رئيس حكم ثلاثين عاما كان يمثل الوجه الديكتاتوري لنظام متسلط ، تحبه روسيا ، لكن رغم ذلك تماطلت في قرار الحماية لحسابات اخرى الامر الذي جعله يلجأ لعاصفه الحزم وعرض لهم مشاركة الجيش مقابل دعمه .
فماذا تفعل روسيا لسلطة انقلابية متهالكة لم تستطع ان تحمي الاتفاق الذي أُبرم مع البشير بخصوص القاعدة العسكرية ، وقامت بتجميده وأحالته الي البرلمان على انه الجهة الوحيدة التي لها حق البت فيه ، إذًا ان قدمت روسيا المساعدة والحماية ما الذي سيقدمه لها البرهان ، كما انه رجل في نظرها غير موثوق فيه ، فكم مرة كان يغازل روسيا وفي ذات الوقت كانت له جلساته السرية مع الغرب ، الم يتركها وذهب ووقع على اتفاق سياسي برعاية امريكية
فروسيا لن تقدم دعما للبرهان ولا لحميدتي كلاهما في نظرها يعانون من أزمة الضعف والإنهيار والتلاشي
هذا ، وماغيره هو ، أن روسيا تنظر الآن ببُعد اكبر لحساباتها الإقتصادية مع دول كانت تعترض على قيام القاعدة الروسية في بورتسودان ،واذا نظرنا الي ما يجمع روسيا بالسعودية فهي علاقة تطورت واصبحت نكهتها مختلفة ب (رائحة النفط ) تلك العلاقة التي عندما نمت وازدهرت أقلقت حتى البيت الأبيض نفسه ، إذن هي اقوى من علاقة روسيا بالسودان ، فكيف لروسيا ان تعمل على اجهاض الحلول السياسية التي تطرحها السعودية بإعتبارها (حليف إقتصادي ) !!
والغريب في أمر طلب المساعدة من روسيا أن السلطة الإنقلابية التي تريد التحرر من الضغوط الغربية قالت ان مالك عقار قدم طلبا لإيجاد حل سياسي ومعلوم انها تركت خلفها عدد من الحلول السياسية والمبادرات عربية وغربية وافريقية ، وطفقت تبحث عن الحل السياسي عند دولة ليس لها تاريخ في الحلول السياسية وان كل ماتستطيع تقديمه هو آخر صيحات الموضة في السلاح لاغيره ، فان كانت السلطة الانقلابية تريد حلا سياسيا ، لكان اللقاء جمع بين وزير الخارجية السوداني ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي كان رده لعقار( أننا لن نتردد في تقديم العون والمساعدة للشعب السوداني) اجابة دبلوماسية ليت فهمها يكون سهلا على عقار
والسؤال لماذا طلبت الحكومة الحل السياسي من لافروف الروسي ورفضته من فولكر الألماني ، الم تقل انها لاتسمح بالتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية !!
وحتى إختيار عقار كشخصية عسكرية ، وبإعتباره الرجل الثاني الذي ينوب عن البرهان يكشف ان السلطة الانقلابية لاتبحث عن حلول سياسية ، سيما انها رفضت كل الحلول السياسية المطروحة وقالت ان لاخيار لها سوى الحسم ، الحسم الذي ننتظر !! .
طيف أخير:
لا للحرب …
قال عدد من المواطنين في البحر الأحمر ان كيزان الولاية يقومون الآن ببيع المواد التي قدمتها المنظمات كمساعدات إنسانية للمواطنين
سلوك يشبه أهله يؤكد الجانب الآخر للإستثمار بالحرب
الجريدة
التعليقات مغلقة.