الايام نيوز
الايام نيوز

قنوات اخبار الحرب في السودان 🖊️ عمر فروك🖊️

قنوات اخبار الحرب في السودان
🖊️ عمر فروك🖊️
في مثل هذه الحروب تكون الخبر الذي يتلقاه المتلقي ذات قيمة الا ان غالبا العاطفة هي التي تؤثر في المتلقي ليحدد ما اذا كان الخبر صادقا او كاذبا لدى المتلقي لان الميول والاتجاهات تخلق الشعور بتحقق الاماني والاشواق وهذا يضيق من فرصة رؤية المعلومات المتدفقة بحيادية وعقلانية.
اذا استثنينا المعلومات الاسفيرية التي لايمكن التثبت بصحتها الا اذا تداولها القنوات الإخبارية الاعلامية العالمية او أكدت الوقائع والايام صحتها.
هنالك قنوات رسمية وطنية تتناول اخبار الحرب مثل التلفزيون السوداني التي تبث من بورتسودان وقناة طيبة التي تبث من تركيا لصاحبها عبد الحي يوسف وكلتا القناتان تغلب عليها الطابع التعبوي لصالح قوات الشعب المسلحة وليست معنية بنقل الاخبار كما هي الأمر الذي يجعل المعلومات المدفقة منها مهزوزة المصداقية.
اما قوات الدعم السريع فليست لها قنوات تعبوية ظاهرة على شاشات التلفزيون وإنما تعتمد في تعبئتها على الاسافير والقنوات العالمية التي ترسل لها الفيديوهات وتستضيف ممثليها كما تفعل مع القوات المسلحة.
القنوات العالمية التي يتكالب عليها المتلقي لمعرفة الاخبار اليومية عن حرب السودان تتمثل في سلسلة قنوات الجزيرة والعربية والاسكاي نيوز وهذه القنوات لاحد يستطيع أن يزايد بأنه يستقي الاخبار من غيرها عن حرب السودان إضافة على الاسافير والاعلام الشعبي من شهود العيان.
هذه القنوات هي أيضا تتعرض للتشويش في مصداقيتها من البعض الذين عماهم العاطفة الجياشة من المتلقين فكثيرا ما تجد احد يقول لك ان اخبار هذه القنوات غير صحيحة لأنها تعمل لصالح الدعم السريع واخر يقول ان هي قنوات للقوات المسلحة.
هذه القنوات لا يرينا الا ما ترى ولا يعرض الا ما قدمها لها احد الأطراف المصارعين.
من ناحية اخبار الحرب المباشرة فهي تعتمد على مراسليها في الخرطوم وهم لا يقفون على أرض المعركة ولا يبارحون اسطح المباني العالية ليرصدوا منها اتجاهات اعمدة الدخان وتحليق الطيران الحربي ودوي المدافع والمحادثات الأرضية وبالكاد يتصلون بعارف في أماكن الاشتباكات ليفيدوهم ماذا يجري هناك.بالتالي تاتينا الاخبار ناقصة ممزوجة باماني واشواق المراسلين.
كما تعرض القنوات في اطار فيديوهات وصور او تبث اصوات تنسبها لاحد الجهات المتصارعة ومن ثم تستضيف ممثلي الجهات المتصارعة فمن طرف القوات المسلحة كثيرا ما يطل علينا ما يقال انه خبير عسكري فتح الرحمن محي الدين ومن الرأي السياسي والاعلامي الذي يدعم القوات المسلحة الصحفي والكاتب عثمان ميرغني من القاهرة والصحفي خالد الاعيسر من لندن.
ومن جانب الدعم السريع يطل علينااحد العسكريين والمستشار يوسف عزت وعمران محمد الحسن واخيرا برز النقيب المتمرد بريمة.
مهمة القناة ان يستضيف الممثل في واقعة ما ويستنطقه لمزيد من المعلومات .والحق ان هذه القنوات لا تترك شاردة ولا واردة من الأسئلة لأي من المستضافين الا ويطرحونها دون محاباة لجهة او ميول.
هنالك بعض المتلقين قد يحضر استنطاق ممثل الجيش ومن خلال الأسئلة يستنتج ان القناة يميل الي الدعم السريع والعكس صحيح لمن يسمع من الدعم السريع يستنطق ممثل الدعم عن سيطرة الجيش.
لكن التقييم الحقيقي تتضح لمن يتابع الحوار الي نهايته فهنا يستطيع المشاهد التاكد من حياتية هذه القنوات.
في النهاية حوارات المستضافين قد لا تمثل حتى رأي الجهة التي يمثلها بقدر ما يمثل رأي المستضاف سواء ان كان خبيرا او محللا او صحفيا.
فيما يتعلق بالتشويش الذي يتعرض له الوثائق الإخبارية من صور وفيديوهات وأصوات فالتي تعرض لدى القنوات العالمية دائما لها صفة المصداقية لأنها اي القنوات تعتمد المنهج العلمي في عرض الاخبار ووثائقها المصاحب فهي مثلا تحتفظ بصمات أصوات المشاهير لتضاهيها بالاصوات الواردة مع الاخبار وتوظف فنيين لتأكيد الصورة او الفيديو من ناحية حقيقتها او دبلجتها قبل النشر.
في الآونة الأخيرة أصبحت الاخبار الشعبية المتواترة من شهود عيان من موقع الحدث اكثر مصداقية لدى الشعب السوداني من بعض المصادر سيما الاسافير.
عموما التشويش على المعلومات او تلفيقها سمة ملازمة للحروب لأنها تنصب في إطار الحرب الاعلامية وسلاح الاشاعة.لكن المبالغة في تضخيمها وفبركتها تؤدي الي مرحلة الشعور بالكذب تجاه المعلومات الأمر الذي يسبب اليأس والهزيمة.
العالم أضحى غرفة واحدة

التعليقات مغلقة.