الايام نيوز
الايام نيوز

جينالوجيا الخيانة بقلم إبراهيم عثمان

جينالوجيا الخيانة
إبراهيم عثمان
( الجينيالوجيا – التي تعني البحث عن النشأة والتكوين والأصل – هي فلسفة الاختلاف بين أخلاق الوضاعة وأخلاق الرفعة ) – جيل دولوز

▪️ من مصلحة حلفاء الميليشيا أن يقال : إن مواقفهم من الحرب الجارية تتأسس على المصلحة الخاصة بهم دون أي بعد أخلاقي، لأن القول بخلاف ذلك سيعطي فكرة بالغة السوء عن أخلاقهم، خاصةً إذا ادعوا – كما فعل خالد عمر – إنهم يصدرون عن موقف أخلاقي متين ويمثل ذروة التزامهم الأخلاقي، فذروة الأخلاق ،التي ( لا تغضب ) المنغمسين في ذروة الإجرام، ستحكي عن ذروة التلاقي الإجرامي أكثر من أي شيء آخر !

▪️ ليس هناك ما يفصل بين انحدار دموعهم مدرارة على التخريب الواسع والإجرام الذي لا مثيل له، وتجمدها في مآقيهم على كثرة محفزات نزولها، التي يوفرها المتمردون بسخاء منعدم النظير، سوى أن هذه المحفزات لم تلب الشروط المثالية لاستدرار دموع التماسيح !

▪️ ليس هناك ما يفصل بين إيمانهم بحقك في المطالبة بردع ساكني منزلك وناهبي مالك، بعد تصنيفهم كعدو، واتهامهم لك بالعدوان وبالأجندة الحربية،إن استخدمت هذا الحق، سوى أن الذين أجرموا في حقك لم يعودوا يلبون شروطهم للعدو المثالي !

▪️ خلاصة مواقفهم تقول إن القتل والخطف والنهب والتدمير والاغتصاب واحتلال المنازل والمرافق وسائر الجرائم ليست أسباباً وجيهة لتصنيف الميليشيا كعدو طالما إنها تفعل كل ذلك باسم مشروعهم السياسي !

▪️ لم يكن هناك ما ينقلهم من النظر إلى ليبيا ( كملهمة ) يعجبون بحفترها المعادي لمن يعادون، إلى ليبيا ( الأمثولة) التي يستوردون منها الفزاعات، ويطالبون “العالم”، على لسان جعفر حسن، بعدم إجراء الانتخابات التي ستكرر، بزعمه، تجربتها في التقسيم، ويطالبون جميعاً، بعدم تشكيل الحكومة لذات السبب، سوى أنه قد أصبح لهم حفترهم السوداني ( اللايت ) الذي يجمعون بين الإعجاب به، والتحذير من أنه قد يتحفتر تماماً !

▪️ ليس هناك ما يدعوهم لرفض تشكيل الحكومة، سوى رفضهم لتشكيلها بلا ديمقراطيتهم الحقيقية .. بلا توفر الهيئة الناخبة التي يحق لها اختيار الحكام : بغياب الدعم السريع وفولكر، والسفراء والمبعوثين !

▪️ ليس هناك ما يمسك ألسنتهم عن حركة البيع بالقطاعي في “أسواق دقلو”، ذماً للظاهرة، أو مدحاً لرخص أسعارها، سوى ذلك الذي مسكها عن الحديث عن أماكن الجملة “المجانية” التي أتت منها !

▪️ لم تكثر عملياتهم للتحكم في مسار الكراهية التي وفرت الميليشيا كل عوامل توجهها إليها، ولم يتفننوا في محاولاتهم لتغيير اتجاهها، وإفتراع طرق جانبية لتصريفها، إلا لعلمهم بأن ظهر مستحقيها ينوء بحملها !

▪️ لو كان “إنصافهم” يسمح لهم بإدانات شديدة اللهجة ( لربع ) الجرائم التي يتهم الجيش المتمردين بارتكابها، ويشهد المواطنون على ارتكابهم لها، ويعلمون هم بارتكابهم لها، كما سمح لهم بإدانات شديدة اللهجة ( لكل ) اتهامات المتمردين للجيش، لتخلصوا من ثلاثة أرباع تهمة التواطؤ الثابتة عليهم، هذا إذا لم نأخذ في الاعتبار صحة أو عدم صحة اتهامات المتمردين للجيش !

▪️ لم يكن هناك ما يفصل بين نظرتهم إليك “كثائر” أصيل يعادي الكيزان عداوة متينة لا يخشون تبددها، ونظرتهم إليك ككوز أصيل يفرغون فيه كل عداوتهم، سوى أن حلفاءهم المتمردين قد نهبوا مالك وسكنوا دارك، فأمَّلت في الجيش لينقذك من إجرامهم، وأمَّلوا في الخارج لينقذهم .. لن يرضى عنك القحاطة حتى تتنازل لهم ولحلفائهم عن كل حقوقك .

التعليقات مغلقة.