الايام نيوز
الايام نيوز

الفلول و حماس _ حكاية حربين ✍ آدم آدم إساي

الفلول و حماس _ حكاية حربين


✍ آدم آدم إساي

لا شك أن الحرب الإنتقامية التي
تشنها إسرائيل على قطاع غزة قد أزاحت حرب السودان عن صدارة الأخبار في القنوات العالمية ، حيث تركزت أنظار العالم حول ما يجري في غزة ، لكنها في الوقت نفسه منحت الفرصة لإجراء مقارنات و مقاربات بين الحربين ، رغم التباعد الجغرافي ، تباين المواقف الإقليمية و الدولية في التعاطي مع الاحداث في الخرطوم و غزة لكن هناك أمشاج علاقة متينة بينهما ؛ لأن القاسم المشترك بينهما _ الحربين _ هو أن الإسلامويون يمثلون طرفا أصيلا فيهما ، بالنسبة للحرب المجنونة التي شهدتها الخرطوم قبل نصف عام نجد أن بصمة الكيزان تظهر في كل مراحلها و مجرياتها ، فهي اساسا إندلعت نتيجة لمغامرة خطط لها أنصار النظام السابق و نفذها ضباط الحركة الإسلامية المتنفذون و المتحكمون بمفاصل الجيش ، و تشارك فيها كتائب عقائدية متشددة تحركها هوس ديني ، و يقود إعلامها أبواق الكيزان من الإعلامين الذين يتحركون داخل غرف إعلامية منتشر في الخارج و الداخل ، الهدف من حربهم هو عودتهم لسدة الحكم ، لكن رغم ذلك نجدهم _ الفلول _ لا يملكون الشجاعة للإعلان الصريح عن مسؤوليتهم في قيام الحرب العبثية ،على العكس من ذلك هم بذلون جهود جبارة لإلقاء المسؤولية على قوى الحرية و التغيير و يخونون كل من ينادي بإيقافها !! .
في المقابل تهورت حركة حماس كيزان غزة و دخلت في مواجهة مباغتة مع إسرائيل ، الجميع يعرف نتائجها و مالٱتها مسبقا ، لكن قادة حماس بادروا بالحرب بطريقة وصفت بالإنتحارية ، يكشفوا عن اهدافهم من الهجوم على إسرائيل و قتل اكثر من ألف مدني و مئات من الجنود و هددوا بتصفية المدنين و تصوير مشاهد تصفيتهم و نشرها أمام العالم ، هذا التهديد لم يردع إسرائيل من إرتكاب مجازر في حق الشعب الفلسطيني و مارست ضده حصارا شنيعا ، منعت عنه الماء و الطعام ، الكهرباء ، في هذه المرة وجدت إسرائيل التفويض الكامل من الدول الكبرى ، و التي اعطتها الضوء الأخضر لخوض حرب مفتوحة لكافة الإحتمالات بما فيها إعادة إحتلال قطاع غزة و تهجير سكانها إلى سيناء داخل الأراضي المصرية ، حتى الدول العربية و الإسلامية قد اتخذت موقع المتفرج ، حتى التي أدانت ممارسات إسرائيل تم ذلك بشكل خجول .
الشعب الفلسطيني كما الشعب السوداني يدفع الأن ثمنا باهظا من إبادة و تجويع و تهجير قسري و تدمير للبنية التحتية و مجبر على تسديد فاتورة تهور حركة حماس الكيزانية و ينتظره مصيرا مجهولا مماثلا لما ينتظره الشعب السوداني ، كل ذلك تم نتيجة للحسابات الخاطئة . و المصالح الحزيية الضيقة و غياب الاستراتيجية للإسلامويين ،
ما بين مغامرة الفلول في السودان و تهور حماس في غزة تتكشف لنا العقلية التي تحرك الأخوان المسلمين ، هي عقلية بعيدة عن الفهم الاستراتيجي و التي تمارس القفز في الظلام و تتحرك وفقا مصالحها الحزيية الضيقة و لا تضع أدنى حساب لمصالح الشعب ، كيزان السودان في سبيل عودتهم لسلطة يمكن أن يضحوا بكل الشعب السوداني ، و لا يضعون أي إعتبارا للمخاطر التي تهدد بإزالة السودان من الوجود ، أما حماس ففي سبيل إحراز نصر مؤقت يمكن أن تضع كل الشعب الفلسطيني في مواجهة مع الموت المحقق .
المتابع لمجريات حكاية الحربين يقودها الإسلاميون يخلص إلى حقيقة راسخة هي أن حرب السودان التي اطلق الفلول رصاصتها الأولى لن تنتهي لصالحهم على العكس من ذلك ستكون قاصمة الظهر لهم ، لأنها حتما ستنتهي عبر التفاوض الذي يعتبر بمثابة تحرير شهادة وفاة لطموحهم السياسي ، أما بالنسبة لحركة حماس ، الحرب الحالية لن تكون مثل الحروب السابقة ابدا ، ربما ستغيير خارطة الشرق الأوسط ، في حال توسيع دائرتها لتشمل جنوب لبنان و يدخل حزب الله على خط المواجهة و يفتح جبهة جديدة تنفيذا للأجندة الإيرانية ، قد تخسر إسرائيل كثيرا جراء هذه الحرب و لكن بكل تأكيد لن يكسب حماس شيئا ، أما الخسارة المؤاكدة ستكون من نصيب الشعب الفلسطيني المنكوب الذي زادت حركة حماس من معاناته.
……………………….
آدم آدم إساي

التعليقات مغلقة.